بات شبح محتّم انتظار عوامل خارجية في ظل انسداد الافق وعجز القوى المحلية عن إنتاج حلول تحد من التدهور الحاصل في لبنان وتقي اللبنانيين الذل المتجسد في الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود والصيدليات و الافران.
هذا الواقع لا يحجب محاولة أطراف داخلية الحصول على ترياق البقاء في الحياة السياسية جراء انتصار محور على حساب آخر، او انتظار نتائج المفاوضات على البرنامج النووي الايراني، في حين ان غرق السفينة سيقضي على كل الرهانات الخاطئة حال الفرقة الموسيقية فوق سطح “التيتانيك” التي استمرت بالعزف حتى النهاية في الفيلم الشهير الذي جسّد غرق السفينة العملاقة.
الجحيم اللبناني بفصوله المتتالية ، حاضر بشدة في الكواليس الديبلوماسية وعلى أكثر من صعيد حيت تدور اتصالات مكوكية باتت تستشعر الخطر من انهيار لبنان وسيطرة الفلتان والفوضى، ولعل مؤتمر دعم الجيش وما أسفر عنه من نتائج يشكل نموذجا للتعاطي الدولي مع لبنان والقائم على غسل اليدين من سلطة فاشلة والانصراف إلى تأمين الاستقرار بالقدر المتاح، إضافة إلى توجس اوروبي من موجة هجرة جماعية تعمّد وزير خارجية إيطاليا التحذير من عواقبها لي حديثه الاسبوع المنصرم.
في الشق الداخلي ، يسعى حزب الله الى الاستفادة من الإنفراج المحتمل بين إدارة بايدن وايران لتمرير مبادرة بري القائمة على تشكيل حكومة برئاسة الحريري كون الوضع المأزوم داخليا لا يحتمل ترف الوقت، ولكن هذا المسعى قد لا يتكلل بالنجاح جراء حدة تناقضات الواقع اللبناني،خصوصا في ظل إدخال مصير البلاد والعباد في البازارات الضيقة.
اما على الصعيد الاقليمي، فكشفت مصادر متابعة عن حرارة مستجدة على خط الرياض – دمشق تكللت في زيارة مسؤول سعودي رفيع دمشق سرا في الفترة الأخيرة، وتطرق النقاش إلى الشأن اللبناني رغم التحفظ السعودي الشديد و القرار الصارم بالمتابعة من دون المبادرة تجاه لبنان ، خصوصا ان البحث المشترك أظهر تقاربا إلى حد بعيد في وجهات النظر وانتج قواسم مشتركة قد تتم ترجمتها في المرحلة المقبلة .
الانفتاح السعودي المستجد على سوريا ستكون له تداعيات مباشرة علي مجمل الوضع اللبناني وتحديدا الاستحقاقات الانتخابية ، لعل الابرز في هذا المجال تشديد الرئيس بري على إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها والحؤول دون تأجيلها مهما كانت الأسباب و المبررات.