أخبارٌ من فيينا تُريح حزب الله

25 يونيو 2021

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: يشعر الإيرانيون في فيينا بأنّهم على وشك أن يربحوا الجولة الجديدة، لا بحسم المعركة في وجه واشنطن، بل بـ”تراخيها” وانسحابها التلقائي من المواجهة. وهذا الأمر يمنح طهران القدرة على توسيع هامش تَحَرُّكها في كل نقاط نفوذها الإقليمي، من اليمن والعراق وسوريا إلى لبنان، وربما غزّة.
 
وفي لبنان، يعني ذلك أن الأزمة ستسير على إيقاع النتائج التي ستظهر في مفاوضات فيينا. فإذا ظهرت معالم التوافق، سيحصل لبنان على حصته من التوافق. ولكن، إذا انخرط الأميركيون والإيرانيون في مسار طويل من المفاوضات الصعبة حول الملفات المتشابكة جميعاً، كسلّة واحدة، فهذا يعني أنّ لبنان سيمضي في اهترائه الثقيل، حتى إشعار آخر. ولكن، بالنسبة إلى «حزب الله»، لن يكون الأمر سيئاً في أي حال:
 
إذا نجح الإيرانيون في جذب بايدن إلى الاتفاق النووي، بلا تعديل، وتركوا الملفات الأخرى إلى مرحلة لاحقة من النقاش، فستكون إيران رابحةً ومعها «الحزب».
 
وإذا غرق الإيرانيون والأميركيون في مفاوضاتٍ طويلة حول سلّة الملفات المتشابكة، فسيكون لبنان ضحية الوقت المهدور، وستكون مؤسساته عرضةً لاهتراء لا حدود له. وفي هذا الاهتراء، لن يُصاب «حزب الله» بالخسائر. وعلى العكس، سيكون الرابح الأكبر كما هو رابح اليوم.
 
وفي الحالين، وفيما البلد يقترب من استحقاقات نيابية ورئاسية حسّاسة، سيكون «الحزب» قوياً بما فيه الكفاية لفرض خياراته، وسيتمنّى كثيرون أن يكونوا تحت جناحه لينجوا برؤوسهم، فيما يتلمَّس الآخرون سبيلاً للبقاء.
 

المصدر:
الجمهورية