بدأ “حزب الله” اتصالات جدية بعد استيعابه لحجم الجبهة المشتعلة بين حلفائه في الأيام الماضية لا سيما بعد كلمة النائب جبران باسيل، حيث ان الحزب قرر إعادة تشغيل محركاته باتجاه الملف الحكومي لتجنّب الارباك السياسي من وقوفه في منتصف الخصومة!
ووفق مصادر مطلعة، فإن “حزب الله” أجرى اتصالات برئيس مجلس النواب نبيه بري لجسّ النبض حول التواصل المباشر مع التيار “الوطني الحر” وتحديدا مع رئيسه جبران باسيل في إطار مبادرة حكومية للوصول الى قواسم مشتركة بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، حصل ذلك بعد تواصل مماثل جرى مع باسيل سعى الحزب لإبعاده عن البازار الاعلامي.وقد تمكن الحزب من التوصل الى ما يشبه الهدنة الاعلامية بين الوطني الحر وحركة امل، وإبعاد المناكفات السياسية عن وسائل الاعلام لا سيما تلك المتعلقة بدور الحزب في هذه المرحلة، اذ كثرت التساؤلات حول ما إذا كان سيحلّ مكان برّي في المبادرة الحكومية، اضافة الى العديد من الانتقادات الشعبية التي اعتبرت أن باسيل تعمّد احراجه في خطابه الاخير. وبذلك استطاع “حزب الله” إبعاد الخلاف السياسي، الذي تحوّل الى جدال عقيم، عن أعيُن المحللين والمنظرين، سواء أصابوا او أخطاؤا، وصبّ تركيزه على المشاورات الجدية لإيجاد حل للأزمة الحكومية.
وأضافت المصادر بأن نتائج التواصل مع بري بدت إيجابية اذ ان الاخير لم يمانع بأن يجري الحزب جملة مفاوضات مع باسيل إذا كان من شأنها أن تثمر حلحلة للعقد الحكومية، حيث ان بري، وبحسب المصادر، ليس متمسكاً بدور الوسيط بل بخطة المبادرة، ولعل الفرق كبير بين الأمرين. من هنا، من المتوقع أن يباشر الحزب باتصالات جدية مرتبطة بالشأن الحكومي على وجه التحديد من دون الدخول في مسألة تهدئة النفوس بين اطراف النزاع التي اخذت حيزاً واسعاً من مشاوراته مع باسيل في الايام الماضية.وألمحت المصادر الى أن الحزب استشرف من باسيل نوايا ايجابية شجعته على البدء بحراكه خصوصاً وأنه يمكن البناء على ما قاله باسيل في كلمته والذي أكد فيه بأنه يقبل بما يقبل به امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، لذلك يبدو أن الحزب سيسعى الى إيجاد حلول مرضية لكلا الطرفين من دون أن يمسّ النقاش بالرئيس سعد الحريري، او أن يظهر “الوطني الحر” بمظهر المهزوم سياسياً.في الخلاصة يمكن القول وبطريقة غير رسمية، ان ثمة تحديث لمبادرة الرئيس نبيه بري يلوح في الافق، على امل أن يثمر نتائج ايجابية في ظل انهيار البلاد.
