البلد ذاهب نحو رفع الدعم والقرار بذلك يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع

25 يونيو 2021
البلد ذاهب نحو رفع الدعم والقرار بذلك يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع

جدّد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله دعوته إلى تشكيل حكومة بأسرع وقتٍ ممكن وذلك لإنقاذ البلد من الإنهيار الذي وصلنا إليه. 

وفي كلمةٍ متلفزة له، قال نصرالله إنّ “البعض في لبنان يحملوننا وإيران مسؤولية ‏التعطيل الفعلي الحاصل لعملية التشكيل لتصفية الحسابات وتشويه صورتنا”، وأضاف: “بعد استقالة الرئيس المكلف سعد الحريري سعينا لتأمين التوافق ولم ننجح فاتجهنا إلى حكومة ‏اللون الواحد فنحن لا نريد التعطيل ولا الفراغ وكل هذه الاتهامات هي ظلم وتزوير وافتراء “.
وتابع: “لا ننتظر المساعدة من الخارج ويجب أن تتكاتف جهود الداخل للخروج ‏بصيغة حكومية مقبولة وفاعل. أنا أول من دعا للاستعانة بصديق لمحاولة حلحلة الملف الحكومي وهو ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري، فتوصلنا لاتفاق على عدد وزراء الحكومة وتم ‏الاتفاق على توزيع الحقائب على الجهات المختلفة”.

ولفت إلى أنّ “قضية الثلاث 8 في الملف الحكومي أدت إلى التباس، وشعر البعض أن هذه مثالثة ما خلق اوهاما بنيت عليها مواقف سياسية خاطئة “.
وعلّق نصرالله على خطاب النائب جبران باسيل الأحد الماضي، والذي وضع خلاله حقوق المسيحيين بعهدة الأمين العام لـ”حزب الله”، وقال: “ليس في ما طلبه باسيل تفويض أو تسليم أمر، وبدأنا بتلبية دعوته ونمد يد المساعدة. سمعنا ردود فعل سريعة بعد خطاب الوزير باسيل وضجت مواقع ‏التواصل بالتكفير السياسي واللغة الطائفية والعنصرية واتهموه بتفويضي على ‏حقوق المسيحيين وهو لم يستخدم هذه العبارة، باسيل لم يفوض ولم يسلم أمر المسيحيين وكل كلام غير ذلك هو دليل ان ‏المنتقدين لا يفهمون”.
وأردف: “باسيل أذكى من أن يقدم على خطوة من نوع محاولة خلق مشاكل بيننا وبين حركة امل. باسيل استعان بي كصديق وأنا كنت استعنت بالرئيس بري كصديق ونحن ‏سنعمل للوصول إلى صيغة مقبولة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون.‏ أنا لست في موقع الحكم في الملف الحكومي وهذه العبارة أثارت الالتباس ‏عند الناس وأنا لا أنصح أن يقبل أحد بما نحن نقبل به لأنفسنا لأن لحزب الله ‏حسابات أخرى وأوليات مختلفة، ولا أعتقد أن أحد يمتلك القوة السياسية والشعبية ‏وغير السياسية التي يمتلكها حزب الله”.
وقال: “موقفنا أن رئيس الجمهورية شريك في تشكيل الحكومة وهذا موقف فهل يعني أننا على الحياد”.
وفي ما خصّ أزمة البنزين، أكد نصرالله أن الوعد الذي قطعه في خطابه الماضي بالتحرك نحو إيران لإستقدام البنزين إلى لبنان، قد بدأ بتنفيذه، وقال: “كل المقدمات الادارية واللوجستية بخصوص استيراد البنزين والمازوت من ايران الى لبنان وتوزيعه قد أنجزناها وهذا الوعد ما زال قائماً، والأمر يحتاج إلى إذن حركة فقط فالقدمات كلها أنجزت”. 
وأردف رداً على الذين يقولون أن ايران تعاني من أزمة بنزين: “السفن التي اتجهت الى فنزويلا ماذا كانت تحمل يا جهلة؟”.
وتابع: “لم نكن نتوقع ان نعمل في جلب البنزين والمازوت يومًا لكننا جاهزون حتى للعمل كزبالين عند مجتمعنا وأهلنا حتى يكونوا أهل عز وأهل شرف”.
ومع هذا، فقد رأى نصرالله أن “هناك من يريد المساعدة وهناك البعض الآخر لا يريد ذلك بل يضع العراقيل”، وسأل: ” لماذا الدولة لا تلجأ الى خيار انشاء مصافي للمشتقات النفطية وتأمين جزء كبير من حاجات السوق اللبناني بكلفة أقل وهناك شركة جاهزة لهذا المشروع فقط تحتاج الى التوقيع”.
وفي موضوع رفع الدعم، قال نصرالله: “البلد يتجه إلى رفع الدعم تلقائياً، ويجب تشكيل لجنة من كل الشركاء في الحكومات السابقة لمناقشة ترشيد الدعم أو رفعه لأن المفروض من الكل أن يتحمل المسؤولية”.
وفي ملف دعم الجيش، أكد نصرالله على أهمية حماية المؤسسة العسكرية باعتباره صمام الأمان للبنان واللبنانيين، وقال: “يجب مساندة الجيش ودعمه محلياً، ونحن نرى في مؤسسة الجيش الضمانة الحقيقية للاستقرار الأمني في لبنان”.
وتابع: “عندما تحاول الولايات المتحدة الأميركية تبرير سبب دعمها اللوجستي للجيش اللبناني، تقول إنه من أجل مواجهة حزب الله”.
وأضاف: “إننا دائماً كنا ندعو الى تقوية الجيش اللبناني ونطالب ان يكون لديه قدرة صاروخية ودفاعات جوية حقيقية وان يكون قادراً على الدفاع عن سيادة لبنان وشعبه ومياهه وارضه في مواجهة التهديدات الاسرائيلية”. 
وأردف: “لقد سعينا لدى بعض الدول الصديقة مثل ايران لتمد يد المساعدة للجيش اللبناني، وتم ترتيب لقاء مع وزيرة الدفاع اللبنانية في ايران ولكن الحسابات السياسية منعت ذلك”.
وقال: “السلطة الأميركية تخاف من جيش لبناني قوي لذا تمنع تسليح الجيش”.
 
وفي الختام، دعا نصرالله الناس إلى الانتباه في هذه المرحلة، وقال: “نحن نتاحج إلى السلام الداخلي حتى نحل مشاكل البلد، في ما هناك من يريد تفجير البلاد وهؤلاء مفسدون في لبنان”. 
وأضاف: “أيّ كلام في هذا الظرف يؤدي الى الفتنة حرام ومن الكبائر والذي يتصور انه في ظل الفتنة يستطيع معالجة أزمة هو واهم ويخرّب ويدمّر البلد”.