أحداث الليل نموذجٌ للآتي من الايام.. فهل يبقى الجيش قادرا على ضبط الاوضاع ومعالجتها؟

27 يونيو 2021
أحداث الليل نموذجٌ للآتي من الايام.. فهل يبقى الجيش قادرا على ضبط الاوضاع ومعالجتها؟

شكلت التطورات الميدانية في طرابلس وعكار وبيروت وصيدا والبقاع وسائر المناطق خلال الساعات الماضية نموذجا لما هو متوقع في الآتي من الايام في حال استمر التدهور الكبير الحاصل ولم يصر الى معالجة سياسية للاوضاع تشكل مدخلا الى المعالجات المالية والاجتماعية المطلوبة. فهل يعي المعنيون خطورة ما حصل ام انهم يعتبرون انفسهم مجرد مراقبين ينحصر دورهم في قراءة التقارير الامنية التي تصلهم ومتابعة التطورات عبر وسائل الاعلام؟

وهل أبلغ احد رئيس الجمهورية ميشال عون ان الجمهورية تغلي على صفيح مرشح للانفجار الكبير في اي لحظة، أم انه مطمئن الى ما سبق و”بشرنا” به بأننا ذاهبون الى جهنم؟ وهل سيجد فخامة الرئيس ان دعوته التقليدية لمجلس الدفاع الاعلى الى الانعقاد بعد كل “جولة احتجاج عنفي ” كافية وبزيادة؟ وهل ابلغ احد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان سياسة الانتظار والترقب في الخارج لم تعد تجدي وعليه العودة لوضع الجميع امام مسؤولياتهم بخطوات حكومية واضحة لسحب ذرائع “الصلاحيات والميثاقية” ممن يهوون المعارك البهلوانية التي باتت ” ماركة مسجلة” في كتاب انجازاتهم؟
وهل يعي حزب الله ان “نظرية الحزب لا يضغط على حلفائه وغير حلفائه” باتت غير مجدية مع”حليف”مسرور بلعب دور “المعرقل والمُلهِم” املا في استعادة “حُلم رئاسي” صار بعيد المنال.

واذا كان جميع المعنيين صادقين في قولهم ان مبادرة الرئيس نبيه بري هي الحل الوحيد المتاح فلماذا لا يصار الى الضغط لتنفيذها؟ ام ان المطلوب ان تترك الاوضاع على فلتانها ليأتي الحل لاحقا ضمن صفقة”على الساخن” كما كان يحصل غالبا.
في كل الاحوال كان لافتا ما اعلنته مصادر امنية لـ”لبنان 24″ في عز التطورات الميدانية ليل امس من “ان توجيهات صارمة ودقيقة ومحددة اعطيت لكل وحدات وأفواج الجيش، منذ ليل امس وخاصةً للكتائب الميدانية المنتشرة في اماكن الإحتجاجات الشعبية، والتحركات المطلبية قضت بعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، واقفال  الطرق  كلياً ولوقت طويل، بل السعي الدائم الى الإبقاء على مسارب مفتوحة، خاصة على الطرقات الرئيسية”.
أضافت المصادر ان “التعليمات كانت واضحة للضباط والعناصر بعدم الشجار مع المحتجين والمتظاهرين او التفاوض معهم، بل تنفيذ المهام والتعليمات فقط”.
والسؤال المطروح اخيرا، هل سيظل الجيش قادرا بحكمته على معالجة التطورات الميدانية وضبطها ام ان الامور ستأخذ منحى آخر، ربما ينتظره من ينتظرون نضوج “صفقة المحاصصة الحكومية”؟ سؤال قد تجيب عنه الايام المقبلة…