لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد

28 يونيو 2021
لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد

 
وألقى النائب أبو الحسن كلمة باسم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، حيا فيها “لقاء الخير والإلفة والمحبة، والتلاقي والتسامح ولم الشمل، والإرادات والنوايا الصادقة التي انتجت لقاءنا المبارك اليوم”.وقال: “ما كان اللقاء ليتم لولا تلك العناوين والمبادئ والقيم التي يتحلى بها وإنطلق منها الأخ سمير ابو فراج وعائلته الكريمة، التي سعت للوصول الى هذه اللحظة، بمباركة مشايخنا الأفاضل، وبرعاية كريمة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، والزعيم الوطني وليد جنبلاط”.وتابع “نعم أيها الأخوة إن هذه المصالحة ما كانت لتتم لولا الترفع والتسامح فوق الجراح التي سببها الحادث الاليم، في لحظة تخل، لكن عزاؤنا هو بالتحلي بالموقف الشجاع والمتقدم لأسرة فقيدنا الغالي وسيم ابو فراج رحمه الله، هذا الموقف الذي تميز بالحكمة والتعقل والشجاعة والتسامح، نعم التسامح الذي يشكل زينة الفضائل، ويعطي للصواب قوة ودفعا لتحقيق هذا المشهد الجامع والمصالحة المباركة، على أمل أن تتوالى المصالحات بدءا من الشويفات الى قبرشمون الى رويسة البلوط الى بعلشميه وغيرها من القرى والبلدات حيث يلزم لتضميد الجراح”.أضاف “لكن تبقى المصالحة الأهم هي المصالحة مع الذات ومع الضمير، وهذا ما يفترض أن يقوم به المسؤولون عن إدارة البلاد وشؤون العباد علهم يعملون لتحقيق مصالح الناس وتطلعاتهم في هذا الزمن الرديء، الذي تطفو فيه المصالح الذاتية والفئوية والسياسية فوق مصلحة لبنان العليا، ومصالح شعبه الذي يعاني من القهر والفقر والذل”.الشيخ حسن 
واستهل الشيخ نعيم حسن كلمته بالقول: “نحن اليوم في بلدة كريمة عزيزة تضم في ربوعها أولياء صالحين، فليس بغريب عن أهلها التسامح والتصافح والرقي في إنهاء الخلافات وحل النزاعات، ودعوتنا الى اللجوء دائما الى التقاليد والأعراف والأطر القانونية لمعالجة الأمور، وان الوقوع في الخطيئة الكبرى أمر مرفوض في مذهبنا ومجتمعنا ووطننا. أحيي الحاضرين جميعا، معبرا عن التقدير لإرادة أهلنا في بعلشميه، التي جعلت من هذا اللقاء العزيز معكم ممكنا. ولا عجب! فإن كرام القوم مدركون مبلغ السمو في خيار الخير الذي لا يزيد مريديه إلا شرفا، ولا ينتقص من حقهم حين يجعلونه خميرة مباركة لسلام العشيرة، وحفظها من كل مباعث القلق والشك”.واضاف “الشجاعة التوحيدية هي التسليم بما يقتضيه العقل الرشيد، إذ هو أولى بالكرامة الإنسانية من نوازع النفس إلى خلافه، والاحتكام إلى الخيار الحكيم هو معرفة من بركات القلب والنوايا الطيبة، وهذا من معدن المعروفيين الأفاضل المنسوبين إلى بني معروف. الشرف الأكبر أن يرقى المرء بمروءته وانجذابه نحو فعل الفضل والفضيلة التي هي ثمرة الخير، إلى ما يليق بالرجولة وشجاعتها المعنوية، التي هي في كل حال من توفيق الله للمرء ومن بركاته عز وجل، له في ظاهر أموره وباطنها. إنكم، بالنوايا الخيرة التي جمعتنا بحمد الله وشكره، في عين من لا يضيع عنده مثقال ذرة من خير، فكم يجب علينا ان نتسامى فوق كل ما سوى القيم المعروفية وأصالة الرجال”.وتابع شيخ العقل إن “روح المصالحة والتعاضد التي تكرس اليوم هي الروح التي نشأ حولها الموحدون الدروز منذ القدم، ونموا معها في رحاب المعروف وحفظ الاخوان، وهي نفسها الروحية التي تباركها المراجع الروحية وتكرسها القيادة السياسية للطائفة بلقاءات الحوار والتفاهم ونبارك لقاء الأمس، وليس أرفع من قيمة التسامي والتلاقي وشبك الأيدي. ويا ليت المعنيون في بلادنا على مستوى الدولة والحكم يستلهمون من هذه الروحية، لمنع الانهيار القاتل الذي يخنق الناس، ولكي يقوموا بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وأن يتوقفوا عن دفع الناس نحو الانفجار.وختم “معكم من هنا نرفع الدعاء والتحية الى كل من يسعى لرص الصفوف ولم الشمل، والوقوف الى جانب أهلنا ومجتمعنا والذي بنهجه الجامع ومساعداته تتم المصالحات الكثيرة، التي لولاها لما وصلت الى خواتيمها الخيرة، ونرفع الصلاة لكي يلهم الله المسؤولين الى الدرب الصواب قبل فوات الاوان”.