كتبت فاتن الحاج في “الأخبار”: لم تحتج البعثة العلمانية الفرنسية هذه المرة إلى تبليغ المعلمين إنهاء خدماتهم أو صرفهم تحت العنوان الاقتصادي. فقد بادر نحو 100 أستاذ من المدارس الخمس إلى تقديم استقالاتهم بحثاً عن فرص عمل أفضل في مدارس أخرى تماثل مدارس البعثة من حيث التصنيف، بعدما تراجعت تقديمات الأخيرة بصورة ملحوظة.
عدد من قدموا استقالتهم في الليسيه الفرنسية الكبرى لامس 60 معلماً، إلا أن نحو 20 منهم تراجعوا عن الاستقالة في ما بعد عندما علموا بأن الإدارة لن تطبق ما جاء في البروتوكول الموقّع من الأهل والأساتذة لجهة تكفل المدرسة باستمرار تعليم أولاد المعلم الذي مضت 15 سنة على وجوده في الخدمة مجاناً.
وبحسب مصادر المعلمين، لم يُستدع «المستقيلون» إلى مفاوضات لتقديم عروض و«هدايا» كما في السابق. إذ حسمت إدارات المدارس سلفاً سقف التقديمات، وأعلنت أنها لا تستطيع أن تمنح المكتسبات نفسها بسبب الأزمة المالية التي تمر بها والعجز الذي تعانيه على مر السنوات السابقة. ولما طلب المعلمون اللقاء بالإدارات، كان يُطلب منهم توقيع الاستقالات قبل دخول الاجتماع.
مشكلة المعلمين، كما قالت مصادرهم، هي «في الطريقة التي تعاطت فيها إدارات المدارس معهم، إذ ركزت على أزمتها وتجاهلت أنهم يمرّون في أزمة أيضاً، ما خلق عدم ثقة بالمؤسسة وأضعف الشعور بالانتماء والحماية الاجتماعية، وشُطبت حقوق مكتسبة واردة في البروتوكول مقابل إعطائنا الفتات أي 250 دولاراً أميركياً كمساعدة مهينة». وكانت المساعدة التي قدمتها الحكومة الفرنسية قد وصلت إلى الأهالي ولم يحصل المعلمون على أي مبلغ منها.
المصادر رأت أن الأسلوب الذي تتعاطى فيه مدارس البعثة يتعارض مع التوجهات التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجهة زيادة عدد المدارس الفرنكوفونية مع حلول عام 2030.
المصدر:
الأخبار