حملت ساعات الماضية أخباراً حكومية لا يمكن التكهّن بما إذا كانت ستحمل نتائج إيجابية أمّ أنّها ستبقي الوضع على ما هو عليه، ولكنّ المؤكّد أنّها حرّكت المياه الحكومية الراكدة مع المعلومات عن عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى لبنان خلال ساعات.
الحريري الذي غادر لبنان متوجّها إلى أبو ظبي، حطّ بشكلٍ مفاجئ في تركيا حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان في اسطنبول وتمّ عرض الأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، من دون تقديم مزيد من التفاصيل من الجانبَيْن.
وفي المعلومات التي رشحت مؤخراً فإنّ الحريري سيعود خلال الساعات المقبل إلى لبنان حاملاً طرحاً حكومياً جديداً سيقدّمه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث سيزور بعبدا في وقت قريب لم يتمّ الكشف عنه حتّى الساعة.
وفي التفاصيل، أنّ الطرح ينطلق من روحية مبادرة الرئيس نبيه برّي مع بعض “الرّتوش” التي عمل عليها “حزب الله” على خطّ البياضة تلبية لنداء رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي استعان بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله كـ”صديق مؤتمن على الحقوق” لحلحلة الأزمة الحكومية والتي تفجّرت بحرب التصريحات بين حركة “أمل” و”التيار”.
ولعب “حزب الله” دور الإطفائي في البداية، حيث عمل على إخماد نيران التصريحات والاتهامات والبيانات بين حليفَيْه “أمل” و”التيار” ثمّ انتقل إلى الشقّ العملي وفتح خطوطه في أكثر من اتّجاه لاستخراج حلّ يرضي الجميع على قاعدة “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”.
ومن المنتظر أن تستكمل المبادرة مع عودة الرئيس الحريري للتشاور ووضع اللمسات الأخيرة ينتقل بعدها الحريري إلى بعبدا لتقديم التشكيلة الجديدة ليوافق عليها رئيس الجمهورية ويوقّع مراسيم التشكيل، هذا بالطبع إذا لم يدخل الشيطان في تفاصيل جديدة.
وتبقى المسألة الأخيرة العالقة مرتبطة بما بعد التشكيل وهي الحصول على ثقة تكتّل “لبنان القوي”، إلا أنّ المعلومات تشير إلى أنّ التكتّل سيكون مرناً في هذه المسألة وهي غير مرتبطة بما يحصل عليه من أسماء ووزارات بقدر ما هي مرتبطة بالبرنامج الذي ستنتهجه الحكومة ولا سيما لناحية تطبيق الإصلاحات.