سيناريوهات “صبيانية” تحاكي التشكيلة الحكومية!؟

29 يونيو 2021آخر تحديث :
سيناريوهات “صبيانية” تحاكي التشكيلة الحكومية!؟

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: يتوقف المراقبون أمام سيل ما تضخّه الجيوش الالكترونية من روايات على مواقع التواصل الاجتماعي ومما تمكّنوا مِن نشره في بعض المواقع الاخبارية، فأدرَج رواية التشكيلة الجديدة من (6+6+6+6) بدلاً من صيغة الـ (8+8+8)، في محاولة “صبيانية” للإيحاء بوجود أرنب جديد يتلاعب بالتركيبة الحكومية بمعادلات رياضية لا تأتي بجديد سوى الايحاء أنّ هناك من يبحث عن حل يُرضي من خلاله أطراف الخلاف العاجزين عن التنازل عن التزامات خارجية قطعوها على أنفسهم، وارتضوا أن يكونوا “ماريونيت” تمنعهم من التحرك في الداخل اللبناني وتحول دون التنازل عن أي موقف متصلب رغم كلفته الباهظة على لبنان واللبنانيين.
 
عند هذه الحدود يتوقف الديبلوماسيون والوسطاء في إشارتهم إلى دور الذين أعاقوا الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة، فلا يبوح أيّ منهم بأيّ اسم لمسؤول سياسي او حزبي او من اي موقع كان رغم معرفة اللبنانيين بهم وبالأسباب التي تحول دون التوافق في ما بينهم. وان تردد الى الدرجة القصوى لحماية سر ما، فهو “ينزلق” في التدليل الى ما لا يريده عندما يربط بين المعوقات الحكومية والفشل في مواجهة الازمة الاقتصادية والنقدية التي يعانيها لبنان، بعدما قفز سعر الدولار الى أرقام خيالية انعكست مزيداً من الفقر والجوع على الطريق الى مرحلة قد يفتقد فيها اللبنانيون ما يريدون اقتناءه حتى ولو كان دواء او لقمة خبز او صفيحة بنزين.
 
عند هذه الملاحظات، يتوقف المراقبون عاجزين عن تقدير ما يمكن ان تشهده البلاد في المرحلة القريبة او تلك المتوسطة. فالتكلّم عمّا هو أسوأ مما نعيشه اليوم يدفع الى مزيد من الذعر والخوف، والحديث عن صيف لاهب يتعدى الإشارة الى الظروف المناخية للدلالة الى ما يمكن ان تعيشه البلاد من مصاعب وعوائق الى درجة الشلل الذي سيصيب القطاعات الاقتصادية والإنتاجية الكبرى نتيجة عوامل عدة مرتقبة.
 
وختاماً، لا يمكن تجاهل ما هو منتظر من مسلسل الإضرابات الذي سيشلّ بدءاً من غد معظم الوزارات والمؤسسات العامة امتداداً الى 9 تموز المقبل وهو ما يؤدي الى تجميد معاملات المواطنين الملحّة، لترتفع نسبة القلق عندما تتزامَن هذه التحركات مع ارتفاع جنوني في الأسعار التي يمكن ان تتبدل بين ساعة وأخرى، وهو ما سيُفاقم ردات الفعل التي لن تبقى متواضعة لقطع الطرق والتعبير عن غضب الناس الى ان تنفجر الحركة الشعبية مجدداً، وهي آتية لا مجال وفي وقت لا يمكن التكهّن به بين يوم وآخر.

المصدر:
الجمهورية

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.