التكليف يطوّق الحريري والاعتذار ممنوع

30 يونيو 2021

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: في مثل هذه الليالي الظلماء يفتقد أثر الرئيس المكلف الذي لم يسجل له حتى يوم امس حسّ او خبر. منذ ايام غادر الرئيس سعد الحريري لبنان متوجهاً الى الامارات، ثم اعلن عن زيارته الى تركيا قبل زيارة محتملة الى مصر لشد العصب السني حوله قبل حسم مصير تكليفه المتوقع قريباً.

يمضي الحريري أيامه حائراً بين اعتذار هو أقرب اليه وإصرار على التكليف بحكم القوى. عندما فكر الحريري بترشيح نفسه لرئاسة الحكومة لم يخطر له ان يغدو رئيساً مكلفاً مكبّلاً، ومطوّقاً بحسابات كثيرة لأطراف متعددة. فالحريري الذي بلغ التكليف بإرادته حين قرر العودة الى رئاسة الحكومة انما اراد العودة الى خريطة السياسة المحلية بقوة، لينطلق منها فارضاً نفسه كرئيس لحكومة لبنان امام الرأي العام الخارجي. سمع النصائح ونال وعوداً تلو أخرى، تبنّته فرنسا دولياً ومصر عربياً وكان له عرابه الداخلي رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” ضمناً.

تسعة اشهر والحريري رئيساً مكلفاً غير قادر على التأليف، لأسباب وعوامل خارجية وداخلية، لكن الاخطر بنظر مصادر سياسية مقربة ان الرئيس الذي اعتقد انه سيضع خصومه رهن قراراته تحول الى رهينة على اكثر من جبهة سياسية. يقع الحريري رهينة فرنسا التي لم تكمل مسار دعمه رئيساً للحكومة الى نهايته، ورهينة رؤساء الحكومات السابقين الذين يرفضون اعتذاره استكمالاً لخوض حرب الصلاحيات بينه ورئيس الجمهورية، ومن هنا فهو يقع ايضاً رهينة المعادلة السنية، كما يقع رهينة بري الذي لا يريد له ان يعتذر الا بتوقيت متفق عليه، وبعد ان يستنفد الطرفان حربهما في مواجهة رئيس الجمهورية. وليس حاله افضل مع “حزب الله” الذي يرفض اعتذاره لكنه يبدو عاجزاً عن ازالة المطبات تسهيلاً لمهمته.كأن عودة الحريري الى البلاد تحرجه قبل غيره وتضعه امام حتمية التحرك سلباً او ايجاباً لبت مصير تكليفه وهي خطوة لم تعد ملك قراره منفرداً، بعدما ألبس عباءة دار الفتوى وتحول الى رأس الحربة في المواجهة مع رئيس الجمهورية في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة.المعلومات تفيد ان الحريري في صدد التحضير لاطلالة تلفزيونية قريبة، سيعلن خلالها اموراً عدة تتعلق بعراقيل تشكيله للحكومة ومصير تكليفه، وحتى ذلك الحين يستمر في جولته في محاولة لشد العصب السني عربياً وتركياً حوله.

المصدر:
نداء الوطن