أهل السلطة في انفصال تام عن الواقع ومخطط خبيث لوضع العسكر في مواجهة الناس

30 يونيو 2021
أهل السلطة في انفصال تام عن الواقع ومخطط خبيث لوضع العسكر في مواجهة الناس

مَنْ تابع  مداولات مجلس الدفاع الاعلى  بالامس والمقررات الصادرة عنه، إعتقد للوهلة الاولى ان المجتمعين برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  قد وصلوا للتو  الى لبنان من اقامة طويلة في الخارج، او  انهم يمضون غالبية وقتهم في النوم، او  أن اجهزة التلفزيون في منازلهم معطّلة بحيث لم يتسنّ لهم متابعة مشاهد الذل  والقهر الذي يعانيه اللبنانيون يوميا في كل مفاصل حياتهم. والاحتمال الاكثر ترجيحا ان يكون المسؤولون يعيشون حالة نكران تامة لواقع البلاد والعباد ويتقصدون الانفصال عن الواقع ، بدليل ان ما صدر عن المجلس من مقررات، وتم تكليف الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى بتلاوته، يشبه البيانات والتصاريح التي كان يقولها  محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام  في آخر ايام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وكان ينقص مَن صاغ البيان ومَن اوحى بمضمونه البوليسي القمعي ان ينعت اللبنانيين  بالاوصاف  الشهيرة  التي كان يطلقها الصحّاف ضد  اعداء العراق وهي “العلوج والطراطير والسم والعلقم”.
وبدا واضحا من مضامين البيان ان السلطة اتخذت قرارا استباقيا  بالانقضاض على ثورة الناس الموجوعة من خلال مخطط خبيث يقضي  بوضع القوى الامنية في مواجهة الناس، تحت عناوين باتت ممجوجة ، متناسين ان الجيش والقوى الامنية هم من شريحة  الموجوعين والمقهورين.  وقد تجلى  مخطط السلطة في قرار “الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية الإبقاء على الجهوزية اللازمة لعدم ‏السماح لبعض المخلّين بالأمن، بزعزعة الوضع الأمني بسبب الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، خصوصا ‏في ما يتعلق بإقفال الطرق العامة او التعدي على الأملاك العامة والخاصة”.

الا ان المجتمعين في بعبدا كانوا حريصين على اللياقات  واصول البروتوكول من خلال طلب”استكمال الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة المسافرين وتأمين راحتهم في اسرع وقت”، اضافة الى استحضار دور “العرّاف” بتوقّع”أن يكون الموسم السياحي واعداً مع مجيء اللبنانيين ‏المنتشرين في الخارج”.
وكان لافتا اليوم تحذير وزير الداخلية محمد فهمي “من انّ راتب العنصر في قوى الأمن الداخلي أصبح يعادل 60 دولاراً فقط”وانه” باشر تسهيل خدمة العناصر في إطار التحسس بواقعهم الصعب”.
وحذر من ” ان الأمن الاجتماعي دقيق جداً، ولا تجوز المخاطرة به”، معتبراً انّ «الجيش الأميركي بقوته المعروفة لا يستطيع ضبطه اذا انهار وأفلت من السيطرة، فكيف بنا نحن؟».