“حرب من نوع آخر”.. و”حزب الله” وإيران مستعدان

1 يوليو 2021
“حرب من نوع آخر”.. و”حزب الله” وإيران مستعدان

في 9 أيلول العام 2019، ردّ “حزب الله” على إرسال إسرائيل طائرتيْن مسيّرتيْن إلى الضاحية الجنوبية في 25 آب من العام نفسه، مسقطاً مسيّرة إسرائيلية. وفي بيانه، قال “حزب الله” إنّ “مجاهدي المقاومة الإسلامية تصدوا بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها للحدود الفلسطينية – اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية، حيث تم إسقاط الطائرة المسيرة في خراج البلدة وأصبحت في يد المقاومين”.

عبارة الأسلحة المناسبة طرحت تساؤلات حول قدرات “حزب الله” في وقت ينتقل فيه العالم من الحرب التقليدية إلى الحرب السيبرانية. ويتجلى هذا التحوّل بسعي دول العالم إلى تعزيز قدراتها الإلكترونية نتيجة قدرة هجمات من هذا النوع على إحداث ضرر كبير من دون القيام بأدنى تحرّك عسكري، فعبر برمجيات متطورة، يمكن تعطيل أنظمة دفاع وتعطيل منشآت حيوية وتعطيل حركة النقل البري والجوي والبحري والتشويش على الصواريخ والطائرات وتغيير مسارها والوصول إلى بيانات حساسة واختراق مصارف. ومؤخراً، قالت تقارير إسرائيلية إنّ هجوماً سيبرانياً وراء الهجوم الذي طال منشأة نطنز النووية في نيسان الفائت.

وتقود دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وكوريا الجنوبية وإيران و”إسرائيل” هذه الجهود وسط مخاوف غربية وإسرائيلية من أنّ قدرات “حزب الله” في هذا المجال باتت متقدمة جداً. وفي تقرير جديد يؤكد هذه المخاوف، قال “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” البريطاني إنّ إيران تعتبر أنّها تخوض “حرباً استخباراتية وسيبرانية” مع خصومها، مشيراً إلى أنّها توفرّ تدريباً لـ”حزب الله” في هذا المجال.
وبحسب ما جاء في التقرير، فإنّ طهران عززت قدراتها السيبرانية منذ هجوم “ستوكسنت” (StuxNet) الذي طال برنامجها النووي قبل أكثر من 10 سنوات، ويُعتقد أنّ الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تقف وراءه.
وإذ أكّد التقرير أنّ إيران كثّفت استخدام أدوات المراقبة السيبرانية رغبةً منها في “قمع المعارضة الداخلية”، قال إنّ طهران “ربما تفتقد القدرة على شن هجمات سيبرانية “عالية الكثافة ترقى إلى درجة حربية”.
ويأتي تحذير المعهد هذا بعد تحميل الاستخبارات الألمانية إيران مسؤولية هجمات سيبرانية طالت أهدافاً في أوروبا والولايات المتحدة، حيث يخشى مسؤولو الاستخبارات الأوروبية من أنّ إيران تسعى إلى التمتع بالمعرفة التقنية اللازمة لتطوير الأسلحة النووية.
وبالعودة إلى هجوم “ستوكسنت”، قال التقرير إنّه حصل في وقت كان فيه عدد الخبراء السيبرانيين في إيران قليل، مشيراً إلى أنّ وصول طهران إلى الخبرات الأجنبية اتسم بالمحدودية أيضاً. إلاّ أنّ إيران تحوّلت منذاك، بحسب المعهد، إلى “لاعبة سيبرانية حازمة في مواجهة المصالح الأميركية والخليجية والإسرائيلية”.
في ما يتعلق بـ”حزب الله”، قال المعهد إنّه يُعتقد أنّ إيران قدّمت أدوات سيبرانية وتدريباً لحليفها “حزب الله” على هذا الصعيد، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية. يُشار إلى أنّ صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت في كانون الثاني الفائت فيه إنّ مجموعة قراصنة “وكيلة” لـ”حزب الله” اخترقت شبكات إنترنت وهواتف محمولة مستهدفةً أنظمة وقواعد بيانات مئات الشركات حول العالم (250 خادماً)، لا سيما في مجال الاتصالات والبنية التحتية.