لمصلحة من الفوضى في لبنان؟ وهل تتطور اكثر؟

1 يوليو 2021
لمصلحة من الفوضى في لبنان؟ وهل تتطور اكثر؟

ما حصل امس في طرابلس، وفي مناطق لبنانية عدة اوحى ان الفوضى الاجتماعية باتت قاب قوسين او ادنى، خصوصا ان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في انهيار مستمر، فهل هناك قوى سياسية مستفيدة من الفوضى؟
 
توحي التقاطعات ان الغالبية العظمى من القوى السياسية، والدول الاقليمية لا ترغب بالفوضى في لبنان، بل على العكس من ذلك، فان الاستقرار الامني هو المطلب الاساسي لها، وضمانة اكيدة للحفاظ على مصالح هذه الدولة او تلك.
 
في الداخل، يعتبر “حزب الله” الاستقرار خطا احمر، وهو يفعل كل شيء في السياسة للحفاظ عليه، اذ ان الفوضى تؤثر جديا على وضعه الامني وعلى قدرته السياسي والتأثيرية على الواقع الداخلي اللبناني، بالرغم من كل ما يقال عن انه قادر على التعايش مع الانفلات الامني واستغلاله.
 
كذلك تيار المستقبل يفضل الاستقرار، لان رئيسه يرغب، بشكل او بآخر، بتشكيل حكومة جديدة والتحضير للانتخابات لاعادة تعزيز وضعه الشعبي، وهذا ما ينطبق على فريق العهد والتيار الوطني الحر، فلا احد “يخربها” على نفسه.
 
في الشارع المسيحي لا توجد قوة سياسية مع الفوضى، خصوصا ان من يعزز هذا الامر سيكون الخاسر الاكبر في الانتخابات المقبلة. اما الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد بدأ حفلة التنازلات قبل اشهر من اجل تشكيل حكومة وتجنب الفوضى والفتنة التي يرى رئيسه وليد جنبلاط انها ستضر بالطائفة الدرزية.
 
اما على الصعيد الاقليمي والدولي، فإن مصادر مطلعة تؤكد بأن واشنطن ترفض الفوضى في لبنان رفضا مطلقاً، لانها تعتبر ان التفلت سيهدد امن اسرائيل وسيعطي “حزب الله” حجة جدية لضرب الاستقرار عند الحدود الجنوبية، كما ان الانهيار الكامل المترافق مع التفلت الامني قد يؤثر على الجيش في لبنان.
 
فرنسا والدول الاوروبية لديهم فوبيا من تدهور الوضع الامني في لبنان، ويعتبرون ان الامر سيفتح الباب امام النفوذ التركي. السعودية كذلك الامر، فهي عمليا غير مهتمة بالواقع اللبناني لكنها  لا تفضل انهيار الامن الاجتماعي فيه…
 
اذا غالبية القوى المؤثرة في لبنان ترفض الفوضى، لكن الجوع يدق الابواب وفقراء لبنان قد يخرجون الى الشارع، لا للهتاف هذه المرة، بل لفرض شروطهم بكل الوسائل الممكنة..