الثنائي الشيعي الحريري: “الحلفاء الأعداء” نموذجاً

2 يوليو 2021
الثنائي الشيعي الحريري: “الحلفاء الأعداء” نموذجاً

كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: مفتاح كل ما يجري، غير المعدّ للحسم والمفاضلة، هو العلاقة الايجابية غير المسبوقة بين الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله، وبين الرئيس المكلف. الملاحظة الاكثر بروزاً التي تعكسها هذه العلاقة، ان الشارع السنّي صار اليوم يطالب برأس باسيل لا برأس حزب الله، بعدما بات رئيس الجمهورية وصهره العدوين المعلنين له، يريد التخلص منهما بأي ثمن وفي اي وقت واياً تكن الوسيلة. في المقابل، كما لو انه يحيّده عن المواجهة التي يخوضها زعيمه – كأنه بمفرده مستهدفاً يخوض غمارها – لا يكتم الشارع «المستقبليّ» ارتياحه الى وقوف حزب الله الى جانب الحريري ودعمه له وحمايته.

ليست جديدة او مستغربة علاقة برّي بالحريري، كاستمرار طبيعي لعلاقة الاول بالرئيس الراحل رفيق الحريري في عقد التسعينات…كلاهما، الثنائي الشيعي والرئيس المكلف، مطمئنان الى علاقتهما هذه المنعكسة على شارعيهما، على نحو هدّأ نعراتهما المذهبية وأبعدهما عن الصدام. في ظلها ثمة امان سنّي – شيعي غير مألوف، لا مثيل له في المحيط الاقليمي الذي لا يزال يتخبط فيه، كما بين السعودية وايران وفي العراق في النعرات المذهبية في سوريا.

لم يعد احد في الشارع السنّي اللصيق بالحريري يتحدث عن سلاح الحزب، او يتذكر اتهامه له باغتياله الحريري الاب، او التفاته الى المحكمة الدولية ومواصلتها مهمتها ادانة الحزب. لا احد يسأله عن دوره في حرب سوريا ومؤازرة نظام الاسد، ولا كذلك عن تخويفه الآخرين بسلاحه وهو السبّاق الى فرض الثلث + 1 في الحكومات المتعاقبة منذ عام 2008. كان الرؤساء المكلفون يرون هذا النصاب اعتداء شيعياً على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء السنّي، قبل ان يصبح الآن سلاحاً في يد عون مذ اصبح رئيساً للجمهورية.
لا احد في الثنائي الشيعي ايضاً يتكلم عن بديل من الحريري في السرايا، او يضعه في دائرة الاستهداف لاضعافه داخل طائفته، او اخراجه من المعادلة السياسية.الصائب القول ان الثنائي الشيعي صار الحليف الوحيد للحريري في معركة وصوله الى السرايا، بالتشبث بتكليفه، وبمحاولة تقليل العراقيل في مسار التأليف وتفهّم شروطه وإن بلا جدوى فعلية حتى الآن. في ظاهر ما يحدث حصر الرئيس المكلف تواصله ببري على انه وحده ظهيره، الى حد ان يمنعه رئيس المجلس من ان يعتذر ويساعده على تأليف الحكومة – هو المصر على التمسك بصلاحياته الدستورية لا شريك له فيها. بات رئيس المجلس اليوم مَن يتولى عنه المواجهة مع رئيس الجمهورية كما حدث في الاسابيع الاخيرة، دونما ان يقطع برّي، رغم كل ما حصل ويحصل، خيط التواصل مع باسيل من خلال ثنائي المعاونين علي حسن خليل وحسين خليل.