على رغم السوداوية المطلقة… المهرجانات الصيفية تعود لأن اللبنانيين شعب يحبّ الحياة

2 يوليو 2021
على رغم السوداوية المطلقة… المهرجانات الصيفية تعود لأن اللبنانيين شعب يحبّ الحياة

 

يدرك اللبناني أهمية الحياة والعيش بسلام وفرح وطمأنية، كما يعلم انه لا بد له من استثمار سنوات عمره التي عبثت بها السياسة وأسيادها وكل من يتقن دهاليزها من بعيد او قريب بأكثر الأمور التي تجعل من مروره على هذه الأرض مرورا سلسا وحاملا لأكبر قدر ممكن من صور السعادة ومشاهد اللقاءات.

لذلك تجده وبغض النظر عن اي ظرف طارىء او متوقع متمسكا بشعائر الحياة وأشكالها المختلفة، من هنا يقول البعض عنه انه قادرعلى التأقلم او التكييف، لكن هذا البعض لا يدرك ان تأقلم اللبناني ما هو الا رفضا للموت وأدواته التي عجزت عن اخضاع البلد بمن وما فيه في مراحل وحقبات متعددة.
 
واذا كان للفرح مكان أيام الحرب وأصوات القذائف، فلا بد من ان تكون له أمكنة كثيرة في أيام الأزمة الاقتصادية الخانقة التي نعيشها. فالبكاء والنحيب لا ينتجان الحلول، ووحدها مظاهر الحياة قادرة على ان تزرع الأمل بغد افضل ننتظره جميعا دون استثناء.
“وبترجع عدراج بعلبك”
 في هذا المجال وعن عودة الأعمال الفنية الى مهرجانات بعلبك الدولية، إذ سيكون اللبنانيون على موعد مع ليلة من السحر والجمال تنطلق من بعلبك تحت عنوان  “Shinonlebanon” في التاسع من تموز الجاري، تتحدث لـ “لبنان 24” رئيسة  مهرجانات بعلبك الدولية السيدة نايلة دوفريج مؤكدة “ان البلاد تعيش في مرحلة سوداوية كبيرة لذلك نحاول عبر قيامنا بعملنا وشغفنا اعطاء الأمل للناس وبشكل خاص للجيل الجديد من ابناء هذا الوطن.
وتضيف: “وقد يقول البعض ان الوقت الحالي ليس للمهرجانات والغناء والفرح، لكننا نقول انه لا بد من المقاومة والصمود عن طريق الثقافة والفنون وهما العنوانان الأساسيان للحياة اللبنانية، والعمل الذي سنقدمه في التاسع من تموز يندرج تحت العنوان الرئيسي الذي من اجله تأسست مهرجانات بعلبك، اذ اننا عبره سنقوم بفتح الآفاق أمام جيل جديد من الفنانين يحتاج الى من يثق ويدعم موهبته.

كما تقول دوفريج “قد لا تكون الأحلام الكبيرة متاحة في هذه الأيام، لكن الخطوات القليلة قادرة عى ان تحدث فرقا و تجمّل يومياتنا التي باتت بحاجة ماسة الى الامل والسعادة والفرح، وهنا لا بد لي من ان أعد اللبنانيين بأمسية سمعية بصرية تنطلق من بعلبك لتدخل كل بيت لبناني حاملة الأمل بغد أفضل”.
 

وكانت مهرجانات بعبلبك قد أعلنت  في بيان لها  أنها ستطلق هذا العام، “ShineOnLebanon” لتسليط الضوء على المواهب اللبنانية الشابة في المشهد الموسيقي الجديد عبر رحلة في المعابد الرومانية في البقاع .وأضافت أن “هذه الحفلات ستقام في عشرة مواقع أثرية رومانية تمتد من بعلبك الى أماكن أبعد في البقاع، في أماكن لم تستغلّ سابقاً : معبد فينوس-بعلبك ، حجر الحبلة في مقلع بعلبك ، الطريق الروماني أو البازيليك المدني- بعلبك، معابد نيحا ، قصرنبا ، مجدل عنجر وعين حرشي. هذه المواقع أغلبيتها غير معروفة من العامة وسنساهم معاً في اكتشافها بفضل تعاون المديريّة العامة للآثار”.وتابعت: ” تم تصوير حفلات “ShineOnlebanon” عند غروب الشمس خلال شهر حزيران 2021 وذلك لإبراز أداء الفنانين وموهبة المخرجين اللبنانيين وروعة المكان، والبث المجاني لهذا الحفل الفريد، حوالي 80 دقيقة، سيتم في 9 تموز 2021 في قرابة الساعة 8:45 مساء، على معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية والعربية، وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمهرجان”.
 
ويشارك في العمل الفنانون: بيروت فوكال بوينت، بلو فايفر، غنوة نمنم، جنى سمعان وبيار جعجع، خماسي مكرم ابو الحسن، بوستكاردز، سرج، تاكسي 404، فلاديمير كوروميليان وزياد مكرزل، زياد سحاب، وزف.والعمل يأتي من إخراج: باسم كريستو، شادي حنا، ايلي رزق، اميل سليلاتي، انغريد بواب، ميشال صليبا، ميرنا خياط، روجيه غنطوس وسامر دادانيان.ليالي لبنان الحزينة… هل تعود اليها المهرجانات؟وفي أطارعناوين الفرح والحياة، لطالما شهد موسم الاصطياف اللبناني مجموعة مهرجانات شكلت نقطة تواصل بين الشرق والغرب وبين الأجيال المختلفة ذلك عبر استضافتها لمروحة واسعة من الفنانين والفرق الاستعراضية العالمية والمحلية التي تجذب المقيمين والسياح من مختلف الفئات العمرية.
 
لكن وللأسف وبسبب جائحة كورونا غابت هذه المهرجانات في الصيف الماضي، فبدت يومياته خالية من النسمات الوطنية في “بيت الدين” ومن هدوء البحر وانسيابيته في “جبيل”، كما بدت لياليه الشمالية حزينة بكل ما تحمل الكلمة من معنى اذ غابت مهرجانات “اهدنيات” وبدت “مهرجانات الارز الدولية” حزينة جدا.
 
ذلك فضلا عن غياب واضح لمختلف المهرجانات والأمسيات التي اعتدنا عليها في السنوات السابقة لجائحة كورونا في طرابلس وصيدا وغيرهما من المدن والبلدات اللبنانية.وعلى هذا الصعيد تقول عضو اللجنة التنفيذية لمهرجانات بيت الدين السيدة هلا شاهين لـ “لبنان 24” ان “المهرجانات لعبت لسنوات طويلة دوراً محورياً على المستوى الثقافي والفني من حيث إتاحة المجال للتبادل الحضاري والتواصل مع الثقافات حول العالم وذلك تناغما مع رسالة لبنان التاريخية في الانفتاح والتعددية والتنوع”.
 

 
‎وتضيف شاهين “أما اليوم، في ظل الأزمة المعيشية الخانقة، الأولوية للصمود الاجتماعي والتضامن الانساني لاجتياز هذه المرحلة، لكن و فور توفر الظروف المناسبة لا بد للمهرجانات من ان تستعيد حضورها ودورها”.