هل من مهلة أمامنا للتجاوب مع المجتمع الدولي؟!

3 يوليو 2021
هل من مهلة أمامنا للتجاوب مع المجتمع الدولي؟!

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: على الرغم من وضوح ما هو مطلوب من أركان السلطة تدريجاً لإطلاق المساعي الى مرحلة التعافي والإنقاذ، فإنّهم على العكس يمعنون في بناء جدران القطيعة في ما بينهم ورفعها إلى درجة الاستحالة في تجاوزها. ولذلك فقد بات كل شيء يحول دون قيام التعاون المرغوب به بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الى ان تحوّل أمراً مستحيلاً. وإن انسحبت المواقف المعلنة على العلاقات الواجب قيامها بين بقية السلطات، فإنّ التعاون بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري بات امراً نادر الحصول بينهما، ودون ما هو المطلوب في حدّه الادنى، وهو تعاون بات محصوراً ببوابة اجبارية لا يمتلك مفتاحها سوى ما ينتج من مبادرة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي احيا مساعيه بتمنٍ من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي إئتمنه على مخرج للأزمة الحكومية، وكل هذه المساعي لم تحرّك بعد الجمود في عملية التأليف.

وعليه، لم تعد الامور رهناً بالبحث عن آلية تؤدي الى تحديد هوية الوزيرين المسيحيين المختلف عليهما، ان نجح باسيل في ضرب صيغة الـ (8+8+8) بدلاً مما كان مطروحاً، والتي طُرحت بعد سقوط صيغة الـ (6+6+6)، وبات الحديث عن إعتذار الرئيس المكلّف متقدّماً على بقية المخارج المطروحة، وهي خطوة قد تتجاوز في كلفتها اي صيغة اخرى يمكن ان تقود الى التأليف المستحيل.
عند هذه الحدود، تتوقف المراجع الديبلوماسية والسياسية في قراءتها للمعادلة التي تحكم المرحلة، وهي تتجّه الى نعي المحاولات الداخلية الجارية لتوليد الحكومة، ما لم تبرز خطوات عملية في الأيام المقبلة. وعندها سيبقى الرهان معقوداً على مبادرة تتخذها الأسرة الدولية المهتمة بالملف، بضغوط بمبادرة منها او باقتراحات مباشرة من بابا الفاتيكان. وطالما انّهم ما زالوا ينتظرون خطوات لبنانية «فذّة»، فإنّ الامر سيطول بهم. ولذلك قيل انّ هناك مهلة محدّدة امام اركان السلطة للإقدام على ما هو مطلوب قبل فوات الاوان، ومن ان تتقّدم المراجع الدولية للإمساك بزمام الامور لتأمين متطلبات العيش في البلاد، وهو أمر قد يجبر المجتمع الدولي على المبادرة تحت أي غطاء دولي او اممي محتمل. فهل سينتظر لبنان كثيراً ليتحقق ذلك؟ ام انّ مثل هذه الخطوات باتت قاب قوسين او أدنى من حصولها؟