كتب سركيس نعوم في “النهار”: حفلت الوسائل الإعلاميّة المتنوِّعة في المدَّة الأخيرة بأكثر من “سبق صحافي” يتعلّق بالقرار الذي سيتّخذه الرئيس سعد الحريري حيال تكليفه قبل أشهرٍ كثيرة تأليف حكومة تخلِف الحكومة التي أُجبرت على الاستقالة لأسباب عدّة.
ماذا جاء في “السكوبات” المُشار إليها وبعضها تناول قرار الحريري الاعتذار ولكن بعد نضوج ظروفِ مُعيّنة؟ وبعضها أكّد استناداً إلى معلومات موثوقة جدّاً أنّ الحركة الأميركيّة – الفرنسيّة – السعوديّة ستجعل الرياض ترضى على الحريري، وأنّ أميركا ستنخرط في محاولة إيجاد حلٍّ للبنان وفرنسا ستكون أداتها على هذا الصعيد. ولم يتوقّف مُطلقو هذه المعلومات عند الكلام الهام الذي لا يُطلقه إلّا الديبلوماسي الأميركي العريق الذي يعرف لبنان جيّداً والمنطقة والذي استطاع رغم حدَّة الصراع داخل بلاده بين إدارة ترامب السابقة والذين منعوها من ولاية ثانية والذي استطاع البقاء على قيد الحياة الديبلوماسيّة بثقة تامّة من الفريقين. ولا ضرورة لتكراره فوسائل الإعلام نشرته وإن فسّره بعضها على غير حقيقته.
أمّا المعلومات الدقيقة عند التكليف والتأليف المُتعذّرَيْن عند مُتابعين من قرب لحركة “حزب الله” وحليفه الرئيس ميشال عون و”شقيقه” الرئيس نبيه برّي والمُتمسّك بالحريري لتأليف الحكومة، أمّا هذه المعلومات فتُشير إلى أنّ الجهة الداخليّة المُهمّة التي أقنعت الرئيس المُكلَّف بعدم الاعتذار بعدما كان توصَّل إلى شبه قرار بذلك فكانت رئاسة مجلس النوّاب وتحديداً شاغلها رئيس “أمل” نبيه برّي. إذ قال له في جلسة ضمّتهما أو في مناقشة عبر موفده المُفضَّل النائب الحالي والوزير السابق علي حسن خليل: “أنت بالاعتذار عن تأليف الحكومة تُخسّرني أنا الذي راهنتُ عليك وتمسّكت بك. أنا لا أقبل الخسارة أمام النائب جبران باسيل ولا حتّى أمام رئيس الجمهوريّة ميشال عون الذي يبدو باسيل مُرشّحه الوحيد لوراثته في السياسة في هذه البلاد. (علماً أنّ إرثه ليس بالضخامة والنجاح الذي يظنّه الإثنان وحلفاء لهما) و”حزب الله” حليفي وشريكي في “الثنائيّة الشيعيّة” يعرف ذلك وهو لن يسمح للحريري بالاعتذار.لكنّه يريد في الوقت نفسه الاحتفاظ بحلفه مع عون ثمّ “التيّار” وأخيراً باسيل. لهذا السبب أرسل ممثّلين له الى “البياضة” لإقناع الأخير بحلحلة العقد التي وضعها أمام تأليف الحكومة”. هذا الموقف أبقى “مُحرّكات” الرئيس برّي شغّالة على حدّ قول عارفيه ومُقدّري مواهبه السياسيّة. لكنّ الإعلام اللبناني يقول أنّ تحرُّك “الحليف والشريك” لم ينجح مع باسيل حتّى الآن على الأقل. فهل أطفأ زعيم “أمل” محرّكاته؟ ألا يؤثِّر إطفاؤها ثمّ إعادة تدويرها أكثر من مرّة على قدرتها على إنجاز المطلوب منها؟ هذا الكلام قاله المُتابعون أنفسهم ومن قرب لحركة “حزب الله” وحليفه الماروني وشقيقه بل شريكه الشيعي كما لحركة الرئيس المُكلّف المُتمسّك به. لكنّهم أضافوا إليه “أنّ “الحزب” يعرف أنّ حركته لم تفشل لكنّها لم تنجح أيضاً ولذلك فإنّه يُشغّل مُحرّكاته هو أيضاً في اتّجاه عون وباسيل.والمساعي مستمرّة”.
المصدر:
النهار