لبنان ما بعد لقاء الفاتيكان… أي صدى لـ “الصرخة البابوية”؟

4 يوليو 2021
لبنان ما بعد لقاء الفاتيكان… أي صدى لـ “الصرخة البابوية”؟

كتب وسام ابو حرفوش وليندا عازار في “الرأي” الكويتية: لبنان «يلفظ أنفاسه». عبارةٌ لم تتردّد مصادر واسعة الاطلاع في إسباغها على الواقع المُفْجِع في «بلاد الأرز» التي بحّ صوت المجتمع الدولي وهو «يتوسّل» الطبقة السياسية فيه تشكيل حكومةٍ موثوقة تؤسس لمسار الإنقاذ، فيما حساباتُ استحقاقات 2022 الانتخابية والأهمّ وقوع الوطن الصغير رهينة مقتضيات الصراع الكبير في المنطقة يمعنان في «ربْط أقدامه» بحبالٍ لا تنفك تشدّه إلى أعماق «جهنّم» الذي… فُتحت أبوابه.
 
وفي رأي هذه المصادر أنه بعد «تجنيد» واشنطن وباريس ديبلوماسيتيْهما لحضّ اللبنانيين، «بالعصا والجزرة»، على تأليف حكومةٍ تعطي أول إشاراتِ انتهاء اللعب وفق «قواعد الفساد السياسي والإداري» بانتظار «تغيير حقيقي» يُراهَن على أن تحمله الانتخابات النيابية (مايو 2022)، فإن الصرخة الفاتيكانية التي عبّرتْ عنها مواقف البابا فرنسيس في ختام «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» لم تقلّ تعبيراً عن الخطر الوجودي الذي بات يواجه «بلاد الأرز» وعن إصرار الكرسي الرسولي على استنفار «جيشه الديبلوماسي» في «معركة هادئة» لدى عواصم العالم لمنْع زوال «البلد الحَبِيب، كَنْزُ الحَضارةِ والحياةِ الرُّوحِيَّة، الذي شَعَّ الحِكْمَةَ والثَقَافَةَ عَبْرَ القُرُون، والذي يَشْهَدُ علَى خِبْرَةٍ فَريدَةٍ مِنَ العَيْشِ السِّلْمِي مَعاً».
 
المصادر نفسها تعتبر أنه وبمعزلٍ عن إمكان أن ينجح الفاتيكان حيث فشل كل الآخرين حتى الساعة، فإن خلاصات يوم لبنان في عاصمة الكثلكة في العالم جاءت مدجَّجةً برسائل بارزة يجري رصْدٌ دقيق لِما بعدها على خطينْ:
 
* الأول على مستوى الخطوات التالية للبابا فرنسيس الذي لا يمكن تَصَوُّر أنه عقد لقاءً لرؤساء الكنائس المسيحية في لبنان لمجرّد «تسجيل موقف» هو الذي خصّ الوطن الصغير باحتضانٍ بارز يُلاقي مكانته الثابتة لدى الفاتيكان كـ«رِسالَة عالَمِيَّة، رِسالَة سَلامٍ وأُخُوَّة تَرْتَفِعُ مِنَ الشَّرْقِ الأوْسَط» (كما قال البابا).

* والثاني على صعيد ما سيقوله ويقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي كان واضحاً أن مجمل كلامه حيال مرتكزات الأزمة، بأبعادها السياسية المحلية والاستراتيجية المتعلقة بجرّ لبنان إلى لعبة المَحاور ومسألة سلاح «حزب الله» وقرار الحرب والسلم، كما بالفساد، وصولاً لإصراره على مؤتمر دولي تحت عنوان «حياد لبنان» لا تخرج عن سياقات مقاربة الفاتكيان للواقع اللبناني وإن اختلفت التعبيرات.