هل تبدل الانتخابات الواقع الراهن، فتكون مدخل الحل؟

4 يوليو 2021
هل تبدل الانتخابات الواقع الراهن، فتكون مدخل الحل؟

بعيدا عن تحميل القوى الخارجية مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل في لبنان، يبدو ان هناك اجماعا على ان هذه القوى تستفيد من الواقع الحالي وتسعى الى استغلاله لتحقيق مصالحها السياسية، وهذا قد يكون ألف باء السياسة.
 
هكذا ترغب واشنطن بالاستفادة من الضغط الاقتصادي الحاصل لاجبار “حزب الله” على التراجع في الساحة اللبنانية، بعد ان كان قد تقدم بشكل لافت خلال السنوات الماضية، كاسراً موازين القوى مما ازعج خصومه الدوليين.
 
عام 2018 انتقل “حزب الله” من حزب سياسي لديه قدرة  على التعطيل، الى حزب لديه القدرة على الفعل اذ دخل الى المؤسسات الدستورية من بابها العريض، واوصل حليفه الى رئاسة الجمهورية وفاز مع حلفائه بالاكثرية النيابية، أضف الى ذلك التسوية الرئاسية التي جعلته يتقارب مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
 
أمسك الحزب، ولو نظريا، بالدولة في لبنان، اما مؤسسات الدولة العميقة وهي الجيش ومصرف لبنان والمصارف اضافة الى الادارة العامة فبقي اغلبها خارج سلطته ونفوذه، وفي يد القوى التقليدية المتحالفة مع واشنطن .
 
بالتزامن مع الانهيار ومع وجود رئيس مثل دونالد ترامب في البيت الابيض، وضعت واشنطن اهدافا عدة يجب تحقيقها من خلال ضغطها على الحزب اقتصاديا، الاول انسحابه من الاقليم، الثاني الصواريخ الدقيقة، الثالث ترسيم الحدود البحرية، الرابع الثروة النفطية في لبنان والخامس موقع “حزب الله” في النظام اللبناني.
 
تراجعت واشنطن عن بعض اهدافها، مثل الانسحاب من سوريا والصواريخ الدقيقة وابقت وبشكل واضح على اولوية اعادة الحزب الى ما قبل التسوية الرئاسية، علما ان البعض يقول ان واشنطن تريد اعادة الحزب الى ما قبل العام ٢٠٠٥، اي اعادته كقوة سياسية الى هامش الحياة السياسية.
 
تعتقد مصادر مطلعة ان الانتخابات النيابية ستكون مدخلا جديا لمعرفة ما اذا كانت الضغوط الاقتصادية، وعدم قيام واشنطن باي خطوة انقاذية تجاه لبنان اثرت على الحزب وستسلبه بالانتخابات ما كسبه عبرها، علما ان سلوك واشنطن اثر بشكل او بآخر على آخر “حصونها” في لبنان، اي الدولة العميقة، من مصرف لبنان الى المصارف والجيش والادارة.
 
من هنا تؤكد المصادر ان واشنطن تدفع كل هذه الاثمان على امل توجيه ضربة سياسية جدية للحزب، وبالتالي فإن الرهان على الانقاذ في لبنان قبل الانتخابات النيابية غير واقعي، اذ ان تبدل الواقع الراهن على مستوى التوازنات قد يكون المدخل الحقيقي للحل.