عسى اهتمام البابا يحرك ضمائر المسؤولين ويحضهم على القيام بما يلزم سريعا

4 يوليو 2021
عسى اهتمام البابا يحرك ضمائر المسؤولين ويحضهم على القيام بما يلزم سريعا

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا إلهيا في المطرانية، في حضور عدد من المؤمنين.بعد القداس، ألقى عودة عظة قال فيها: “رسالة الكنيسة، منذ الرسل، هي اقتياد الناس إلى الحق والحياة، إلى المسيح. خلاصة عمل الكنيسة هو تقديس العالم. نحن ننعت الكنيسة بالرسولية لأن فيها رعاة ومبشرين ومؤمنين تسلموا من الرسل ما تسلمه الرسل من الرب، لكي يجعلوا حضور المسيح ملموسا في مجتمعاتنا، وهم يشهدون بوداعتهم ومحبتهم وتواضعهم وتضحياتهم أن الرب ما زال حاضرا بيننا، وحضوره يمنحنا العزاء والرجاء والقوة المحيية”.

وقال عودة: “المسيحي الحقيقي رسول للمسيح الذي نادى بالمحبة التي لا تعرف حدودا، وبذل نفسه من أجل خلاص خليقته. لذلك لا يتوقف المسيحي الحقيقي عند حدود مصلحته، ولا ينقاد بكبريائه، ولا يتصرف مدفوعا بأناه وانفعالاته. المسيحي الحقيقي نور في هذا العالم المظلم، يشع محبة وتضحية واحتراما لأخيه الإنسان، كائنا من كان، يدافع عنه ويحفظ حريته وكرامته ويصون حقه. المسيحي الحقيقي ملح في هذه الأرض، يعطي الحياة فيها طعما مميزا، بعيدا عن الحقد والشر والدناءة والمصلحة. المسيحي الحقيقي خميرة في مجتمعه، يفعل فعلها، أي يعمل على تكاثر الفضائل التي يتحلى بها لتعم وتصبح القاعدة. هذا هو الدور المسيحي الحقيقي في بناء الدولة الرائدة التي تتميز بالحرية والإنفتاح والإستقلالية والمواطنة الصادقة الحقيقية. هذه الدولة تكون بدورها الخميرة بين مثيلاتها في هذا المشرق”.

وقال: “كنا نأمل أن يفتح هول الفاجعة التي أصابت بيروت، وهول الحالة الإنهيارية التي يعيشها اللبنانيون، كوة أمل وصفحة جديدة وبداية عملية إصلاح حقيقي تبعث بعض الأمل في النفوس اليائسة، ولكن يبدو أن الحالة مستعصية على الحل. مع هذا، سوف نتابع، مع جميع محبي هذا البلد والمخلصين له، رفع الصوت، علنا نجد آذانا صاغية.
هنا لا بد من شكر قداسة البابا فرنسيس على لفتته الأبوية تجاه لبنان. عسى اهتمام قداسته، وصلاته من أجل خلاص لبنان، وكلماته المعبرة، تحرك ضمائر الزعماء والمسؤولين، وتحثهم على القيام بما يلزم وبأسرع وقت ممكن. ونردد مع قداسته: “كفى استخداما للبنان لمصالح ومكاسب خارجية، لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا يمكن أن يترك رهينة الأقدار أو الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة”.وختم عودة: “دعوتنا اليوم أن نتشبث بشباك المسيح ورسله، لأنها شباك مخلصة. دعوتنا ألا ننجر وراء كل من يطلق العنان للسانه وألفاظه البشعة تجاه الكنيسة وقديسيها ورجالها ومن يسيء إلى الوطن والمواطنين. أثبتوا في الإيمان، وثقوا بكنيستكم المقدسة، التي لديها هدف واحد، هو إيصالكم إلى الخلاص المنشود بيسوع المسيح، آمين”.