اعتذار الحريري إنْ حصل!

5 يوليو 2021
اعتذار الحريري إنْ حصل!

كتب نبيل هيثم في” الجمهورية”: دأب عون وجبران على الموقف ذاته، ونَحا الصهر الى الاستفزاز المباشر للحريري «ألّف أو إرحل»، ومواقع التواصل الاجتماعي الحليفة، تتجيّش وتبدأ الترويج «أن الحريري اتّخذ قراره بالإعتذار».

الحريري لم يقل كلمته بعد في مواجهة هؤلاء، يبدو أنّه عمّم على فريقه أنّ الصمت أبلغ من الكلام. وعندما يعود لكلّ حادث حديث، والنقاط ستوضع على كل الحروف.يؤخذ على الحريري أنّه ترك التأليف وسافر، من يدفعونه الى الاعتذار يقولون إنّه هرب لأنّه لا يريد تأليف حكومة، لا بل ممنوع عليه أن يشكل حكومة. امّا العارفون فيقولون إنه «مطنّش» على كل ما يروّجونه، هو يتابع مجرى الأحداث في لبنان، ويرى كما يرى الجميع، وخصوصاً العاملون على خط تسهيل التشكيل، انّ عقد التعطيل ما زالت في ملعب عون وجبران. واما موقفه فلم يتبدّل، فصيغة الحكومة التي قبل بها وفق مبادرة الرئيس بري، هي أقصى ما يمكن أن يقبل به، ولا مجال على الاطلاق للقبول بتقييد رئيس الحكومة وحرمانه حقه، الذي لا ينازعه فيه أحد في تسمية وزراء مسيحيين. وبالتالي، لو أنّه لمس إيجابيات ورغبة جديّة من عون وجبران تفتح باب تشكيل الحكومة، لكانَ قطع زيارته الى الخارج وعاد فوراً.

يقود ما تقدّم الى سؤال: ماذا يربح الحريري إن قرّر الاعتذار؟في الجواب عن هذا السؤال، الدافعون لاعتذار الحريري نجحوا في إشاعة هذا المناخ، لكن الرئيس المكلف لم يقل صراحة إنه سيعتذر، كما أنّه لم يقل صراحة إنّه لن يعتذر، ولكن ثمة وقائع يقرأ فيها موقفه من الاعتذار وعدمه: أولاً، التزامه بالمبادرة الفرنسية وبمبادرة رئيس مجلس النواب. ثانياً، تأكيده أنّه لن يزعّل الرئيس بري. ثالثاً، إدراكه أنّ بخطوة الاعتذار يسلف عون وصهره انتصاراً عليه، ويلحق بنفسه خسارة لا قيامة منها. رابعاً، ربما يدرك الحريري أنّ كثراً يكمنون له، ومن يدفعه الى الإعتذار يدفعه الى الإنتحار. فهل يُعقل أن يقدم على ذلك، ويقدّم رأسه لعون وصهره ولكل من يكيدون له، على طبق من الماس؟

المصدر:
الجمهورية