كتب جوني منير في” الجمهورية”: خلال الأشهر السبعة الماضية، حذّر البابا فرنسيس ثلاث مرات اللبنانيين من تغليب المصالح الخاصة والذاتية على المصلحة العامة، طبعاً هو كان يقصد فريقاً معيناً.
المرة الاولى كانت في الرسالة الميلادية التي أرسلها الى البطريرك الماروني، والمرة الثانية خلال القاء كلمته امام اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الفاتيكان، والمرة الثالثة كانت منذ ايام، وخلال النهار المخصّص للبنان. هذا الإلحاح البابوي النابع من خوف كبير من المستقبل المجهول لم يجد له آذاناً صاغية بعد.
العائدون من الفاتيكان لمسوا اهتماماً استثنائياً لدى الكرسي الرسولي، مع خطة سيجري وضعها لمنع حصول اي تقلّبات لن تكون حتماً في مصلحة استمرار صورة التعايش المسيحي – الاسلامي. وتردّد انّ البابا فرنسيس سيستعمل كافة امكانياته في المحافل الدولية، ولا سيما مع واشنطن، حيث يتوقع اجراؤه اتصالاً مباشراً ومطولاً مع الرئيس الاميركي جو بايدن، يتناول في جانب اساسي منه الوضع في لبنان والمخاطر المطروحة، والحرص على ألّا يكون ثمناً في عملية المبادلة وسوق القطع السياسي في الشرق الاوسط.
خلال دراستهما الاخيرة، اقترح جيمس جيفيري السفير الاميركي السابق في تركيا والعراق، ودنيس روس المساعد الخاص للرئيس السابق باراك اوباما، أن تعمل ادارة جو بايدن على انتاج نوع من المعادلة الردعية في المنطقة، بوجه ايران، من خلال صياغة تحالفات تدفع ايران لتهدئة سلوكها (كما ذكرا في دراستهما التي نشرها معهد واشنطن) وعبر نسج تفاهمات ثابتة مع دول عربية واسرائيل وتركيا.
لا شك انّ الاسابيع والأشهر المقبلة ستكون عصيبة، خصوصاً وأنّ الانهيارات المتتالية في لبنان ستزداد تسارعاً، وبالتالي قساوة على اللبنانيين.
المصدر:
الجمهورية