تحت عنوان “هكذا يسيطر “حزب الله” على الدولة اللبنانية”، نشرت مؤسسة “تشاتام هاوس” “Chatham House” البريطانية ورقة بحثية أعدّتها رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لينا الخطيب، تساءلت في ختامها عما إذا كان الحزب “سيستولي على الدولة اللبنانية”.وتكتب الخطيب: “طالما أنّ النظام السياسي الراهن قائم، يُعتبر إبطال نفوذ “حزب الله” على الدولة اللبنانية مستحيلاً”، مستدركةً: “لكن ليس لـ”حزب الله” مصلحة في الاستيلاء على السلطة بالقوة”.
وتقول الخطيب إنّ عوامل عدةً تقف وراء نفوذ “حزب الله”، ومنها الدعم الإيراني، والقدرة على مستوى التنظيم والتمويل وعدد الأنصار والاستناد إلى استراتيجية شاملة وطويلة المدى ونقاط ضعف الدولة اللبنانية “التي استطاع الحزب استغلالها بشكل منهجي أكثر بالمقارنة مع أحزاب سياسية غيره”…
وتوضح الخطيب: “وعليه، يُعتبر “حزب الله” عاملاً مساهماً في ضعف الدولة اللبنانية، كما أنّه نتاج النظام السياسي في لبنان”، مشيرةً إلى أنّ نفوذه المتنامي يطرح تساؤلات حول “ما إذا سيظل راضياً عن مستوى قوته الحالي”، أم أنّه سيسعى إلى “الاستيلاء على الدولة بصفة رسمية”.
وبعد مقارنة بين قدرة الجيش و”حزب الله” العسكرية، تكتب الخطيب: “نظرياً، يستطيع “حزب الله” استخدام قدرته العسكرية للسيطرة على لبنان وحكمه بالقوة. لكن عملياً، من شأن سيناريو مماثل أن يكون غير مقبول بشدة في أوساط أبناء الطوائف غير الشيعية، وأن يمهّد لاضطرابات”. وإذ تحذّر الخطيب من احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة، تؤكد: “من الواضح أنّ هذه النتيجة لا تخدم مصلحة “حزب الله”.
الخطيب التي تذكّر بتنصيف “حزب الله” إرهابياً في عدد كبير من البلدان الغربية، تكتب: “في حال استيلائه (حزب الله) على الحكم، ستنظر هذه البلدان إلى لبنان باعتباره دولة منبوذة وستُقطع المساعدات الأجنبية عنه”. وفي ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، تعتبر الخطيب أنّ مصلحة “حزب الله” لا تقضي بوقف تدفق المساعدات، لا سيما أنّها تتزامن مع العقوبات الصارمة المفروضة على إيران.
كما ترى الخطيب أنّ الوضع الهجين الراهن يُعتبر مثالياً بالنسبة إلى “حزب الله”، إذ يستطيع عبره “بسط نفوذه في لبنان من دون مواجهة احتمال اندلاع حرب أهلية أو فرض عقوبات دولية على البلاد”، مضيفةً: “يستطيع (الحزب) تخويف خصومه باستخدام وضعه الاستثنائي هذا، باعتباره الحزب الوحيد إلى جانب الجيش الذي يدعم الدفاع الوطني (..)”.
وبناء إلى المعلومات الواردة في ورقتها البحثية، تنتقد الخطيب تعاطي الدول الغربية مع “حزب الله”، خالصةً إلى أنّ سياسات تلك الدول التي “تحاول إبطال نفوذ “حزب الله” عبر التركيز على لجم أنشطته نفسها (مثل فرض العقوبات) غير كافية”.