تتعزز المخاوف في لبنان من تفشي سلالة “دلتا” الهندية من كورونا، إذ جرى تسجيل أكثر من 40 إصابة بها مؤخراً.
ويأتي هذا المشهد الطارئ حديثاً بعد فترة أشهر على تدني مستوى الإصابات بالفيروس على صعيد البلاد، الأمر الذي جعل الوضع الوبائي في لبنان تحت السيطرة إلى حدّ ما.
ورغم أن وزارة الصحة العامة أعلنت عن تكثيف جهودها لمتابعة المتحور والمصابين به، إلا أن هناك خشية لدى الكثيرين من عدم اتخاذ إجراءات تساهم في ضبط المطار باعتباره المنصة الأساسية التي تنتقل عبرها الإصابات من الخارج إلى الداخل اللبناني.
وفي السياق، يقول عضو لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله لـ”لبنان24″: “لسنا متفاجئين بمسألة تحور كورونا”، وأضاف: “الفيروس سيبقى يتحور، ومع كل تحوّر هناك خوف من أن تخف مناعة الأشخاص الذين أصيبوا به أو الذين تلقوا اللقاحات”.
وأكّد عبدالله أن “الإجراءات الوقائية يجب أن تستمر”، مشيراً إلى أن “النجاحات التي حققها لبنان باحتواء الفيروس يجب تحصينها من خلال الالتزام بالتدابير”.
ولفت عبدالله إلى أن “هناك مشكلة تتمثل في المطار والوافدين، إذ أنه يتم تسجيل إصابات كثيرة في صفوفهم وبعض تلك الحالات تحمل سلالة دلتا المتحورة”، وأضاف: “المطلوب إجراءات معينة من وزارة الصحة لمتابعة هؤلاء المصابين، إلا أننا وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي، فإنه لا يمكننا الحد من تدفق المغتربين إلى البلاد، فنحن بحاجة لوجودهم هنا، وبحاجة أيضاً للأموال التي يأتون بها لأنها تدعم الاقتصاد الوطني”.
وشدّد عبدالله على أن “المطلوب اليوم التقيد بالتدابير الحمائية، وعدم الاسترخاء أبداً، ويجب أن نبقى ملتزمين بكل الإجراءات الوقائية حتى تقرّ الجهات المعنية أننا أصبحنا في مكان آمن بشأن كورونا”.
ومؤخراً، قال رئيس لجنة الصحة في البرلمان اللبناني النائب عاصم عراجي في سلسلة تصريحات أنّ “المتحور الهندي يقلق العالم ويجب اتخاذ الحيطة والحذر لأنه سريع الانتشار وموجود بأكثر من 100 دولة ومنها لبنان”، وقال: “لا يمكن الحد من دخول متحور دلتَا إلى لبنان خصوصاً خلال موسم الصيف مع قدوم المغتربين”، مشيراً إلى أن “الأمر يتطلب التزاماً بالإجراءات الوقائيّة من فحوصات PCR وتباعد اجتماعي وتدابير في المطار”.
ووسط كل ذلك، فإن المخاوف كبيرة من عدم السيطرة على تفشي “دلتَا”، باعتبار أن النظام الصحي في البلاد يعاني أزمة خانقة، وهناك خشية لدى الجهات المعنية من عدم وجودة قدرة لدى المستشفيات على تحمل موجة ثانية من الإصابات.
ووفقاً لعراجي، فإنه “الإنهيار الحاصل بالقطاع الصحي في البلاد لناحية عدم توفر أدوية ومسلتزمات طبية فضلاً عن هجرة الممرضين والأطباء، كلها عوامل خطيرة”، داعياً عبر “تويتر” المسؤولين إلى “المساعدة في إنقاذ القطاع الصحي”، وقال: “نحنُ في خطر”.
ماذا عن التطعيم في لبنان؟
ومع هذا، يؤكد عراجي في حديث عبر قناة الـ”MTV” اللبنانية أنّ “اللقاحات تحمي من متحوّر دلتَا والدراسات أكّدت فعالية لقاحي فايز و أسترازينيكا خصوصاً بعد الحصول على الجرعتين حيث تصل المناعة إلى حوالى 90%”.
وحتى الآن، ورغم استمرار عمليات التطعيم في لبنان، إلا أن نسبة الملقحين بالكامل ما زالت ضعيفة جداً.
وفي حديث عبر إذاعة “صوت كل لبنان”، أكد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض على وجوب الحد من انتشار المتحور “دلتا”، من خلال التزام الفرد بالتدابير الوقائية وقيام المؤسسات والأجهزة المسؤولة بواجباتها في ما يخص الإجراءات المعلنة.
ولفت أبيض إلى أن “هذا المتحور قادر على الانتشار بشكل أكبر”، مؤكداً أن “اللقاحات فعالة ضده”، لكنه أعرف عن أسفه لأن “نسبة الأشخاص الذين أخذوا جرعتي اللقاح في لبنان لا تزال منخفضة وهي حوالى 12%”.
وشدّد أبيض على وجوب عدم ترك القطاع الإستشفائي وحيداً، لافتاً الى أن “التقنين الحاصل في الكهرباء وترشيد استهلاك الأدوية، اضافة الى الظروف الصعبة التي دفعت بالعاملين الى الهجرة”.