“لا اعتذار ولا تأليف بل تمديد للمبادرات والاتصالات”
كلمات قليلة تختصر المشهد السياسي في لبنان في ظل استمرار تعثر عملية تشكيل الحكومة، نتيجة الشروط والشروط المضادة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، العائد من زيارته الى الخارج.
وفُهم من حصيلة الاتصالات والمشاورات التي جرت خلال الساعات الماضية، أن الحريري ليس في صدد اتخاذ موقف سلبي باتجاه الاعتذار، بل هو مستمر في التكليف على الاقل حتى جلاء الموقف في ضوء الحراك الحاصل، آخذا بعين الاعتبار الدعم الذي ما زال يحظى به من الداخل والخارج.
ومن المقرر ان يستكمل الحريري التشاور الذي بدأه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ضوء اقتراحات جديدة قيل ان حزب الله سلمها الى الرئيس بري كخلاصة حوارات اجراها الحزب مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تتناول موضوع الوزيرين المسيحيين ومنح الحكومة الثقة وتضمين البيان الوزاري للحكومة الجديدة نصاً صريحاً حول التعهد بالمضي قدماً بالتدقيق الجنائي. واللافت في موقف بري اليوم تأكيده مجددا اليوم انه “لا بد من تشكيل حكومة أو طرح أفكار جديدة لان الامور تحتاج الى تأني وصبر”.
توازيا سجل تحرك قطري في اتجاه لبنان للمساعدة في حلحلة الازمة اذ سيصل عصر اليوم الى بيروت وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ويلتقي الرئيسين عون وبري والرئيس المكلف وقائد الجيش.
وفيما اكتفت مصادر قصر بعبدا بالقول “لم نتبلّغ بمبادرة محددة ولا بأي غرض محدد للزيارة”، فان المفارقة، انه، بحسب البرنامج الرسمي للزيارة، فان الوزير القطري سينتقل فور وصوله الى المطار الى مقر الرئيس بري قبل ان يزور رئيس الجمهورية عند الخامسة والنصف عصرا .
وهكذا عادت عجلة الاتصالات الى الدوران مجددا، وينطبق عليها قول فيروز “يا دارة دوري فينا ، ضلي دوري فينا”، لتبقى الخلاصة الراهنة مستخلصة من قول ” الاخوين رحباني” بصوت فيروز ايضا” الحكم طاحون وكل الدروب بتودي عالطاحون…”