حملت زيارة وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم، إلى بيروت، رسالة واضحة ببندين أساسيين وهما: الإسراع بتشكيل الحكومة واستعداد قطر للدخول على خط الحل السياسي والمساهمة بتنفيس الأزمة القائمة عبر تقديم المساعدات للبنان.
وفعلياً، فإن هذه الزيارة هامة جداً، وهي توحي استعداد قطر للدخول من جديد على خط الأزمة وتكرار سيناريو ما حصل عام 2008، عندما رعت الدوحة اتفاقاً سياسياً بين الأفرقاء اللبنانيين.
ورغم أن جولة آل ثاني لم تستمر لأكثر من ساعات، إلا أن لها أبعادها الكبيرة وتأثيرها على الداخل اللبناني، لا سيما أن هناك نية واضحة بالمساعدة. أما الأمر الأبرز، فهو أن الزيارة كانت لاستطلاع واقع الحال، اقتصادياً وإنسانياً في لبنان، وذلك بعدما وصلت الأمور إلى مستوى الانهيار الحتمي.
واستهل الوزير القطري جولته، اليوم، بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون وأنهاها باجتماع مع قائد الجيش العماد جوزف عون.
وخلال زيارته، التقى آل ثاني رئيس مجلس النواب نبيه بري كما عقد لقاء مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وكان بارزاً أن استثنى من جولته لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وبشكل أساسي، فإنّ زيارة الوزير القطري جاءت لتأكيد تضامن بلاده مع لبنان، واستعدادها لتقديم المساعدة على مختلف الأصعدة، والسعي لحل الأزمة القائمة.
وأبدى آل ثاني أمام عون، جهوزية بلاده لتقديم مساعدات اقتصادية للبنان وذلك بعد تشكيل حكومة إصلاحات.
وأشارت المصادر المواكبة للزيارة إلى أنّ الوزير القطري دعا إلى حلحلة في الملف الحكومي والإسراع بتشكيل الحكومة قدر الإمكان، كما عرض استعداد قطر لأداء دور يسهل الوصول إلى تلك الحكومة.
ووسط ذلك، فقد أكد آل ثاني أمام رئيس الجمهورية أن دولته مستمرة في تقديم مساعدتها للبنان وذلك بعدما استعرض ما بذلته الدوحة في سبيل بيروت.
من جهته، أصدر القصر الجمهوري بياناً جاء فيه: “أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ترحيب لبنان بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر في المجالات كافة، شاكراً ما يبديه سمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من اهتمام، للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وتداعياتها على مختلف الصعد”.
وشرح الرئيس عون للوزير القطري المعطيات التي أدت الى تفاقم الأزمة اللبنانية وتأخير تشكيل الحكومة، وقال إن قطر وقفت دائماً إلى جانب لبنان. وأي خطوة يمكن ان تقوم بها للمساعدة على حل ازماته الراهنة، هي موضع ترحيب وتقدير من اللبنانيين. وحمّل الرئيس عون الوزير القطري تحياته إلى الشيخ تميم، وتمنياته له بدوام التوفيق والتقدم.
بدوره نقل الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تحيات أمير دولة قطر، واستعداد بلاده للمساعدة على حل الأزمات التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد، مجدداً التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
زيارة بيت الوسط وعين التينة
وعلى صعيد اللقاء مع الرئيس نبيه بري، فقد أكد الأخير أمام الوزير آل ثاني انفتاح لبنان على أي مساهمات قطرية في سبيل حل أزمته.
وبحسب معلومات “لبنان24″، فإنّ السفير القطري جدّد أمام بري التأكيد على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة، كما أكد مجدداً استعداد قطر لحلحلة الأزمة السياسية، مبدياً تأييده لمبادرة رئيس مجلس النواب.
إلى ذلك، قالت مصادر متابعة لزيارة آل ثاني إلى الحريري لـ”لبنان24” أنّ “الأخير شرح رؤيته للوضع القائم”، وقد شدّد على أهمية المساعدات القطرية للبنان على مدى السنوات الماضية.
وأبلغ الحريري آل ثاني رؤيته بشأن الملف الحكومي، وما كان للأخير أن جدد موقفه بالإسراع لتشكيل الحكومة، كما عرض مساعدة قطر في الجمع بين الأفرقاء اللبنانيين.
وكان للحريري كلامٌ في السياسة، إذ استعرض مسار التشكيل والعقبات التي واجهته، مؤكداً أمام الوزير القطري أن الهمّ الأول والأخير هو انقاذ البلاد من الإنهيار.
وفي ما خصّ زيارة آل ثاني لقائد الجيش، فقد كانت مناسبة لتأكيد قطر دعمها للمؤسسة العسكرية والوقوف إلى جانبها بكل الأحوال خصوصاً في ظل الأزمة الخانقة التي يمر بها لبنان والجيش بشكل خاص.
تفاصيل زيارة وزير خارجية قطر إلى لبنان.. هذا فحواها
