انطلاق المرحلة الثانية من انتخابات نقابة المهندسين.. “المستقبل” ستبع سياسة تكتيكيّة

7 يوليو 2021
انطلاق المرحلة الثانية من انتخابات نقابة المهندسين.. “المستقبل” ستبع سياسة تكتيكيّة

كتبت لينا فخر الدين في “الأخبار”: انطلقت المرحلة الثانية من انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، بعدما أُقفل أمس باب الترشيح بترشّح 23 مهندساً ومهندسة لمركز النقيب و80 لملء 6 مقاعد في الهيئة العامة، أي 6 أعضاء في مجلس النقابة.

وإذا كانت هذه الأرقام تعكس كثافة مرشحين تُسجّل للمرة الأولى في انتخابات النقابة، فإنّها تعبّر أيضاً عن غياب الرؤية الموحدة لخوض هذا الاستحقاق لدى مسؤولي أحزاب السلطة. إذ إنّ غالبيّة هذه الأحزاب رشّحت مهندساً أو أكثر لمقعد النقيب. والأبرز أنّ معظمهم من قياديي هذه الأحزاب داخل النقابة وتحديداً مسؤولي المهن الحرة، كمرشحي المستقبل وحزب الله وحركة أمل والجماعة الإسلامية…
وتشي الترشيحات بأنّ كلّ القوى تريد أن تحجز لنفسها مكاناً متقدّماً على طاولة المفاوضات. أوّلها تيار المستقبل الذي دعا رئيسه سعد الحريري المهندسين المحسوبين عليه إلى اجتماعٍ منذ أسابيع أعلن فيه أنّ مرشّح «المستقبل» الرسمي هو نائب النقيب الحالي باسم العويني. ولكن كانت المفاجأة بترشح المهندسَين محمد ياسين ومحمّد سعيد فتحة، المحسوبَين على «المستقبل»، للمنصب نفسه. وعليه يبدو منطقياً السؤال: هل ترشيح 3 مهندسين محسوبين على المستقبل ناتج من خلافات وسوء إدارة لملف النقابة أم عمليّة توزيع أدوار؟

يؤكّد متابعون أنّها سياسة تكتيكيّة يتبعها المستقبل في أكثر من استحقاق ليربح في أي سيناريو يتم اعتماده، لافتين إلى أنّ العويني رُشّح أساساً بهدف سحبه. ويقول «مستقبليون» متابعون لهذا الملف إنّ العويني «لا يملك مقومات شخصية النقيب، كما أن أداءه في مجلس النقابة الحالي لم يكن الأفضل إذ كان صدامياً مع أعضاء المجلس المحسوبين على الأحزاب الأخرى».
في المقابل، يشير مقربون من «المستقبل» إلى أن العويني هو الأقرب إلى الحريري الذي عاد وأوعز إلى المهندسين قبل يومين بأنّ العويني مرشّحه الأوحد، في حين أن هناك شد حبال بين الحريري والنقباء المستقبليين السابقين الذين يصرّون على ترشيح فتحة بسبب قربه منهم.
وما يعزّز إمكانية رضوخ الحريري لاستبعاد العويني هو أنّ الأخير لن يكون مقبولاً من حزب الله وحركة أمل، اللذين يملكان قوّة تجييرية وازنة في النقابة. ولأن «المستقبل» سيكون محكوماً بالاتفاق مع الثنائي ليكون النقيب من صلبه، سيكون الحريري مضطراً لسحب العويني من المعركة لصالح محمد فتحة الذي يُقدّم نفسه في الأوساط النقابية على أنّه مستقل مقرّب من «المستقبل»، إضافة إلى كونه من الشخصيات المتمرّسة في العمل النقابي بعد انتخابه في دوْرتين لعضويّة مجلس النقابة.