ماذا في اليوم التالي بعد الخراب؟

7 يوليو 2021
ماذا في اليوم التالي بعد الخراب؟

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: واقعياً، في المناطق التي يتحرّك فيها «حزب الله»، سيكون وقع الكارثة مقبولاً على الذين يحصلون على التغطية. وهؤلاء يرتبطون اليوم بمؤسسات تابعة لـ»الحزب» تتولّى رعاية أوضاعهم ضمن حدود معينة، عدا عن أنّ البيئة اللصيقة يصل إليها الدولار النقدي بمقدار يكفي للحدّ من الوجع. فهل يكون هذا النموذج مرشحاً للتكرار في مناطق أخرى، عن طريق مرجعيات دينية أو حزبية أو اجتماعية؟

 
في نماذج الفلتان والجوع والفوضى، في أماكن أخرى من العالم، سادت شريعة الغاب، حيث القوي أكل الضعيف. واضطر الناس إلى الدفاع عن أنفسهم في مواجهة أعمال السلب والنهب، واحتكموا إلى «قبضايات الزواريب» في نزاعاتهم. وإذا طال الوقت، تنشأ مرجعيات وزعامات في الزواريب والأحياء والمدن والمناطق، تأخذ على عاتقها «حماية» الناس وتوفير «الإعاشة» لهم.
 
في لبنان، إذا نشأت هذه الوضعية، تنشأ مرجعيات وزعامات مناطقية وطائفية ومذهبية. وقد تتصارع في ما بينها، داخل كل منطقة وفئة أو بين المناطق والفئات. وهذا ما جرى خلال الحرب الأهلية التي بدأت في العام 1975 واستمرت رسمياً حتى العام 1990، لكنها مستمرة حتى اليوم بدرجات مختلفة وأشكال أخرى.

 
هذا هو جوهر أزمة الانهيار التي ستبلغ مداها قريباً. واليوم، إذ استسلم الجميع للأمر الواقع أو سلَّموا البلد له، سيكون مبرّراً طرح السؤال: إذا كان يوم غدٍ هو يوم الارتطام والانهيارات والاهتراء، فماذا عن اليوم التالي؟ وأي تحدّيات سيحملها، وأي دولة لأي بلد؟