كتبت لينا فخر الدين في “الاخبار”: يبدو أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي تأكّد أنه لن يكون لأحزاب السلطة خبز في انتخابات النقيب والهيئة العامّة في نقابة المهندسين التي ستجرى في 18 تموز المقبل، استناداً إلى المعطيات الانتخابية ونتيجة فوز «النقابة تنتفض» بمعظم المراكز في انتخابات هيئة المندوبين والفروع.
ويمتلك «الاشتراكي» داخل النقابة «بلوكاً» تجييرياً كان يصب عادةً باتّجاه واحد، والذي يُحصى بأكثر من 850 ناخباً، ما يحوّله إلى «بيضة قبّان» في الصراع الحاصل بين السلطة والمعارضة. وهو الأداء نفسه الذي انتهجه عضو مجلس النقابة المحسوب عليه في المجلس الحالي فراس بو دياب، عندما صار صوته أشبه بالصوت المرجّح عند التصويت على الملفات الخلافية بين الأحزاب الممثلة داخل المجلس.
كلّ ذلك حوّل بو دياب على مدى ثلاث سنوات ونصف سنة إلى ممثل حزبي أثبت جدارته داخل المجلس، وخصوصاً بعد تسلّمه مركز التقديمات الاجتماعيّة. معظم ممثلي الأحزاب افترضوا أن يكون هو ممثل حزبه في انتخابات الهيئة العامة، لكن كانت المفاجأة بإقفال باب الترشيح من دون تسجيل ترشيحه أو ترشيح مهندسين «اشتراكيين» آخرين.
وليس ذلك فحسب، وإنمّا أبلغ «الاشتراكي» حلفاءه «السابقين» أنه غير معني بانتخابات الهيئة العامة وأن أولويته محصورة بانتخاب النقيب؛ وهذا يعني تحرّر «الاشتراكي» من عقد تسوية مع الأحزاب بشأن مرشحه إلى الهيئة العامّة مقابل دعم مرشحهم لمقعد النقيب، على عكس انتخابات المرحلة الأولى حينما خاض المعركة بمرشحين حزبيين إلى جانب أحزاب السلطة.يقول البعض إنّ «الاشتراكي» يخشى إظهار قوّته التجييريّة الحقيقية والتي خفتت جراء الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، فيما يلفت آخرون إلى أنّ انسحابه من المعركة يُعبّر عن عدم رضاه عن أسماء المرشحين إلى مركز النقيب، وخصوصاً أولئك المقرّبين من تيار المستقبل كباسم العويني ومحمّد سعيد فتحة… معتبراً أنّ خوض الانتخابات بأسماء حزبية سيأتي بنتائج سلبيّة على النقابة وعلى جميع القوى السياسيّة.وإذا كان بعض المعنيين يلفتون إلى أنّ «الاشتراكي» غير راضٍ عن مرشحي «المستقبل» تماماً كعدم رضاه عن مرشحي «النقابة تنتفض»، ما سيُرجّح كفة دعم المرشح عبدو سكرية لمقعد النقيب، ينفي بو دياب الأمر، مشيراً إلى أن حزبه سيتّخذ قراره في غضون أسبوع وعلى ضوء المشاريع التي سُتقدّم.ومع ذلك، تتعامل أحزاب السلطة الممثلة داخل النقابة على أنّ «الجنبلاطيين» سيذهبون باتّجاه سكريّة، ما يعني أن خسارتهم ستكون حتميّة، مع التعبير عن استيائهم من هذه الخطوة التي يعتبروتها انقلاباً عليهم. ويلفت مهندسون مقربون من حزب الله وحركة أمل إلى أنّ سحب مرشحيهم لمصلحة أحد مرشحي «المستقبل»، في حال عقد تسوية داخل النقابة أو حتّى إذا أتى ذلك خلال اجتماع بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، يعني مزيداً من التململ في قواعدهم الشعبيّة وخفوت همّتهم. يعتقد هؤلاء أنّ الانتخابات الحالية ليست سهلة، إذ «لم يعد بمقدورنا الطلب من المهندسين المقربين منّا الالتزام بلائحة من دون تقديم التفسيرات والمبررات».