الإعتذار رهينة الإتفاق على ما بعده

9 يوليو 2021
الإعتذار رهينة الإتفاق على ما بعده

 
كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: تؤكد مصادر معنية بالملف الحكومي أننا لا نزال في خضم الايام الحاسمة حكومياً التي حددها امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بانتظار ان يقدم الحريري جوابه: إما الاعتذار أو التشكيل. وطالما ان الرئيس المكلف سعد الحريري لم يعتذر بعد فهو مكلف ويتعاطى معه الثنائي الشيعي على هذا الاساس، وإذا اعتذر سيكون شرط الاتفاق على البديل اولوية. وحتى ساعات الحسم يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري العمل في الكواليس على اعداد تسوية بالتوافق مع الحريري، تؤمن تمرير الاعتذار بسلاسة بعد الاتفاق على تسوية ما بعده.
 
ويتمحور ما يجري العمل عليه على حفظ ماء وجه الحريري وضمان خروجه من تكليف لا يلغي دوره على الحلبة السياسية، وفي تشكيل الحكومة على وجه الخصوص. وان يفهم خصومه ان تشكيل اي حكومة من دونه صعب حتى ولو لم يكن مكلفاً برئاستها. المسألة ليست محصورة بالحريري وانما بعدم التسليم لرئيس “التيار الوطني الحر” واظهاره بمظهر المنتصر في معركته ضد الحريري.
 
كما في تشكيل حكومته كذلك في اعتذاره. شغل الرئيس المكلف سعد الحريري الجميع وانقسمت الآراء حوله بين متعاطف وبين من يحمله مسؤولية التعطيل. في الحالتين غدا رهينة من جهتين، الاولى لانه لا يرى ان الاعتذار وترك البلد يغرق بأزمته منطقي، كما ان الاستمرار في تكليف معطل لم يعد مقبولاً ايضاً. لو قدر للحريري فالاعتذار حاضر وكان مقرراً ان يقدمه يوم غد، لولا ان الثنائي الشيعي مصر على تأمين مجريات اليوم الثاني ما بعد الاعتذار.
 
ينقل مقربون عن الحريري احساسه ان المسؤولية لا تتوقف على تقديم اعتذاره والانتقال الى المعارضة وترك البلد يغرق أكثر فأكثر في ازمته، وانه لا بد من اجراء ترتيب معين لمرحلة ما بعد الاعتذار وهو ما يخوضه الحريري ببحثه مع بري.
 
المؤكد الوحيد عزم الحريري على الاعتذار مدعوماً بنصائح مصرية وامارتية، اما البحث في مرحلة ما بعد اعتذاره فدونها شكوك واعتبارات سياسية واستحقاقات، فهل ما يجري مجرد مضيعة للوقت ام انه طرح جدي. الكل ينتظر خريطة طريق يضعها بري والحريري للرئيس القادم للحكومة.