لا يشبه الحراك الديبلوماسي الحاصل حاليا في لبنان والذي تقوده السفيرة الاميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو اي حراك ديبلوماسي سابق، والتواصل الذي تقومان به مع السعودية قد يعتبر عملا استثنائيا…
تحاول كلّ من واشنطن وباريس معرفة الرأي النهائي للرياض من رئاسة سعد الحريري للحكومة من دون ان يكون دورهما بمثابة وساطة للاخير، بل مجرد شراكة جدية مع المملكة بالنظرة الى الواقع اللبناني، ولعل التواصل الاخير يهدف الى الحصول على اجوبة كانت معلقة.
بين حدّين، يعمل الاميركيون والفرنسيون في لبنان، الحد الاول هو السعي لمنع الانهيار الكامل، وعلى هذه الثابتة يستند مسعاهم السياسي للحصول على غطاء سياسي خليجي، اما الحد الثاني فهو منع الانقاذ الكامل قبل الانتخابات النيابية المقبلة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن ما يحصل على الساحة اللبنانية يجب استثماره سياسيا، وهذا الاستثمار يجب ان يتم عبر الانتخابات النيابية المقبلة من خلال قلب الموازين داخل المجلس النيابي واعادة “حزب الله” الى موقع الاقلية.
وترى المصادر ان هذا الامر لا يتم الا اذا استمر الضغط الاجتماعي والمعيشي الحالي والذي يستنزف عهد الرئيس ميشال عون، ولا يتم في الوقت نفسه في حال سقط البلد بيد “حزب الله” بالكامل واعطي فرصة القيام بخطوات انقاذية تعيد تعويمه امام الرأي العام اللبناني.
وتلفت المصادر الى انه من الواضح ان المملكة العربية السعودية لم تبدل موقفها من الرئيس سعد الحريري، لا سلبا ولا ايجاباً، وعليه قد تعود السفيرتان الاميركية والفرنسية بإجابة واضحة من الرياض: “لا ندعم الحريري ولا ندعو الى اعتذاره”.
من هنا وبحسب المصادر ذاتها، فإن ما ستتفق عليه العواصم الثلاثة هو السعي لابقاء الوضع على ما هو عليه حتى الانتخابات النيابية، على ان تحدد النتائج حينها، طريقة التعاطي السياسية مع الساحة اللبنانية..