النقل المشترك بدلاً من الخاص… هكذا نواجه الأزمة

12 يوليو 2021
النقل المشترك بدلاً من الخاص… هكذا نواجه الأزمة

كتبت جويل الفغالي في “نداء الوطن”: يأتي ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان وفقدانها ليزيدان من معاناة المواطنين وللفت الأنظار الى انهيار قطاع النقل العام. فالأخير يعاني كالعديد من القطاعات في لبنان من الإهمال والفساد. فماذا تنتظر الدولة لإعطاء الأهمية لهذا القطاع بعدما انفجرت الأزمة؟
 
أصبح من الصعب وصول الأفراد إلى أعمالهم. فالنقل العام في حالة يرثى لها، والخاص أصبح مكلفا وغير مقدور عليه. فزحمة السير، وحالة الطرقات، والطوابير على المحطات كلها عوامل تؤثر على صحة المواطن النفسية وتهدر وقته. ولكن من يبالي أصلاً، فالمسؤولون لا علم لهم بالأزمة، وبدلاً من التدخل لوضع البديل أمام الشعب، نراهم غائبين عن السمع.
 
لا يزال النقل العام بعيداً من لبنان نتيجة غياب أي خط٘ة لتأهيله بعد الحرب ونتيجة الفساد والهدر في المنظومة السياسية، ما دفع عدداً كبيراً من اللبنانيين للجوء الى إستخدام النقل الخاص. حيث أصبح على الأقل لكل فرد في العائلة سيارته الخاصة. فحوالى 80% من اللبنانيين يعتمدون على السيارات الخاصة، و18% على “التاكسي” و”السرفيس” و2% على الباصات والفانات والدراجات الهوائية. ويبرز شادي فرج، وهو من مؤسسي جمعية حقوق الركاب، في مقال له تحت عنوان ” بونزي النقل”، حجم الإستيراد السنوي للسيارات في لبنان من خلال رسوم الجمارك اللبنانية: اذ “يقدر مجموع الإستيراد لسنة 2018 بـ 19978 مليون دولار و19238 مليون دولار لسنة 2019 وإنخفاضاً ملحوظاً الى 10933 مليون دولار لسنة 2020. أما بالنسبة لكمية النفط المستوردة فهي تشكل حوالى 20% من حجم الإستيراد السنوي، فبين 2000 و2020 تقدر بـ 21.3 مليار دولار لمادة البنزين، إضافة الى 19.7 مليار دولار أنفقت على استيراد السيارات الخاصة، كما وأن المصارف أعطت 73 ألف قرض لشراء سيارة خاصة حسب الباحث الإحصائي عباس طفيلي. كما ويعتبر أن “الدولة تحاول الإستفادة من هذه الأرقام من خلال الجمارك والميكانيك والمخالفات التي تتكلفها هذه الاعداد الكبيرة للسيارات، مع أنها تدري أن الخسائر الإقتصادية حسب أرقام البنك الدولي من زحمة السير تبلغ حوالى 2 مليار دولار، من دون أن ننسى التكاليف الباهظة للبنى التحية للسيارات التي كانت كل الجهات السياسية تحاول أن تستدرك قسماً منها لتوزيعها على المحازبين والمستفيدين. لدرجة أن وزارة النقل والأشغال العامة أصبحت وزارة أشغال وسقط النقل من حسابات أي وزير”.
 
“نحو عدالة التنقل في لبنان” هو عنوان الورقة التي وضعتها جمعية حقوق الركاب بالتعاون مع جمعيات أخرى للدفاع عن حق التنقل والعدالة في لبنان. وتطرح هذه الورقة رؤية للتنقل العادل وكيفية تطوير هذا القطاع على كافة المناطق من دون أي تميّز أو احتكار سياسي، فلا بد مـن إعادة النظـر في مشهدية التنقل في لبنان ليشمل المشـاة، والدراجـات الهوائية، والنقـل المشـترك بـدءاً مـن باصـات إلـى نقـل خطـوط السكك الحديد. وكذلك يجب معالجة النقل كخدمة إجتماعية ومحرك اقتصادي وقطاع دامج للجميع، فقسم كبير من اللبنانيين لا يمتلكون سيارة للتنقل وقسم آخر لم يعد قادراًعلى تحمل كلفة صيانتها مع استمرار ارتفاع سعر الدولار. كما ويعتبرون أن قطـاع النقل هـو جـزء مـن الإقتصاد، ولا يمكننا عـدم وضع رؤية له، لا بل مـن الضـروري دراسـته مـن خلال نظرة إقتصادية شـاملة وربطه لما فيه خير الناس والمجتمع.