شكلت الزيارة المشتركة لسفيرتي الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وفرنسا آن غريو الى المملكة العربية السعودية حدثا لافتا في خضم التأزم الحاصل في لبنان والتعقيد المستمر في عملية تشكيل الحكومة.
ورغم التكّتم الشديد على نتائج المحادثات التي اجرتها السفيرتان، فان الزيارة السعودية بحد ذاتها، وهي سابقة في تاريخ العمل الديبلوماسي، تؤشر الى ان السفيرتين باتتا تتمتعان بصفة “مبعوثتين سوبر” لبلديهما، انيط بهما الملف اللبناني بكل دقائقه.
فالسفيرة شيا، الناشطة في التحرك الديبلوماسي، منذ تسلمها مهامها في لبنان، تتميز بحنكة في مقاربة الملف اللبناني بكل تعقيداته، فيما السفيرة الفرنسية طبعت حضورها الديبلوماسي بمداخلة لافتة في ردها على كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الاسبوع الفائت، ونجحت من خلالها في التأكيد ان العلة الاولى هي في انكفاء المسؤولين اللبنانيين عن القيام بواجباتهم.
ومن المقرر ان يعقد اليوم في مقر السفارة السعودية في اليرزة اجتماع ثلاثي يضم السفير السعودي وليد البخاري والسفيرتين الأميركية والفرنسية للبحث في الإجراءات التنفيذية لما تم التفاهم عليه في لقاءات السفيرتين في الرياض، خصوصا وان السفير السعودي غاب عن اللقاءات لارتباطه بحفل بكركي لاطلاق كتاب عن علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية.
وتفيد المعلومات في سياق متصل، ان الوزير الفرنسي المكلف بالتعاون الاقتصادي والتجاري فرانك ريستير، سيصل الى لبنان اليوم في مهمة تتصل بالوقوف على حاجات لبنان الاقتصادية والإجتماعية في إطار التحضيرات الجارية استباقاً للمؤتمر الثالث الخاص بدعم لبنان الذي دعا اليه الرئيس ايمانويل ماكرون في 20 تموز الجاري وسيتناول حاجات لبنان في هذه المرحلة على مختلف المستويات الإنمائية والإعمارية والمعيشية وبما يتصل بالخدمات العامة المفقودة.
وسيلتقي الوزير الفرنسي المسؤولين اللبنانيين ومسؤولين اقتصاديين وعسكريين.