على وقع المفاوضات النووية الإيرانية الأميركية في فيينا، تستعد إيران للاحتفال بأداء القسم للرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في شهر آب المقبل، والذي يحضره رؤساء جمهوريات ورؤساء برلمانات ووزراء ووفود من حوالى مئة دولة كما حصل مع الرئيس السابق حسن روحاني في العام 2017
لكن الصورة قد تختلف اليوم عما سبقها وذلك بفعل جائحة كورونا، إذ قد لا يحضر كثير من الشخصيات لهذا السبب، إلا أن التحضيرات بدأت وستوجه الدعوات للعديد من الدول بحسب مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير”.
أين لبنان من هذا الاحتفال في ظل الوضع الراهن؟ وهل ستوجه الدعوة لرئيس الجمهورية ميشال عون لحضور الاحتفال؟
سؤال قد تكون الإجابة عنه صعبة مبدئياً، فرئيس الجمهورية الذي لم يحضر احتفال اداء القسم للرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني فيما مثل لبنان آنذاك رئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يزر الرئيس عون إيران خلال السنوات الخمس الماضية على الرغم من أنه أبلغ في العام 2018 مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابر الأنصاري حينها، عزمه على تلبية الدعوة الرسمية التي كان تلقاها من نظيره حسن روحاني لزيارة طهران.
ومع استعداد المسؤولين الإيرانيين دوماً لمثل هذه الزيارة، فإن الظرف الراهن ومع العقوبات الأميركية على صهره جبران باسيل سيكون محرجاً بتلبية الدعوة، ومن الصعوبة بمكان القيام بهذه الزيارة أيضاً، لكن الحجة حاضرة وهي كورونا. كما أن عون وبحسب مصادر مقربة منه يبذل جهده للالتزام بمضمون خطاب القسم لجهة الابتعاد عن المحاور وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية.
وقد اكتفى الرئيس عون بتوجيه رسالة تهنئة إلى الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، متمنياً له التوفيق في مسؤولياته الجديدة، مؤكداً على علاقات الصداقة التي تجمع بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومنعاً لأي تساؤلات، قد تقوم إيران وبحسب المصادر بتوجيه دعوة عامة غلى من يرغب من المسؤولين اللبنانيين بحضور حفل قسم اليمين للرئيس الإيراني، وذلك منعاً لإحراج رئيس الجمهورية في ظل الوضع الراهن.
وتبقى الدعوة إلى حفل أداء القسم معلقة على وصول التفاوض في فيينا بين إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق قبل تسلم رئيسي السلطة رسمياً في شهر آب المقبل.
وأشارت مصادر ديبلوماسية مطلعة على مجريات المفاوضات لموقع “لبنان الكبير” أن الإيرانيين يرغبون بالتوصل سريعاً إلى اتفاق على الملف النووي نظراً للضغوطات الداخلية التي ترزح تحتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما أن من أولويات رئيسي إيجاد حلول سريعة وفعالة للأوضاع الاقتصادية، وتحقيق الاستقرار الداخلي، لا سيما بعد التظاهرات الأخيرة والشكوى من انقطاع الكهرباء، وتحقيق ذلك من شأنه أن يعزز أوضاع رئيسي داخلياً أولاً وخارجياً في ما يتعلق بالتخلص من العقوبات المفروضة على إيران والتي تشكل عائقاً يمنع تحقيق نجاحه في الداخل الإيراني، إضافة إلى العقوبات الأميركية على رئيسي مباشرة حيث كان الرئيس ترامب قد وضع عقوبات على شخصيات وكيانات إيرانية.
الوضع في لبنان معلق أيضاً على الاتفاق النووي الإيراني الأميركي، إذ أن لبنان وبوجود “حزب الله” يعتبر من الأوراق التفاوضية المهمة على الطاولة، ومع كل تأخير بشأنها يتأخر تشكيل الحكومة، مع أن بعض الدول تعتبر أن عدم تأليف حكومة تقوم بالإصلاحات مرتبط بالشأن الداخلي، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، لا سيما أن الاتفاق النووي يرسم معه خريطة المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن فلبنان.
ويبقى أن انهيار لبنان ومصيره كما مصير الدعوة لحضور حفل أداء القسم الرئاسي في إيران معلقان على مصير التفاوض في فيينا، والذي يبدو أنه يواجه بعض الصعوبات وشد الحبال بين الأميركيين والإيرانيين من أجل الحصول على مكاسب ترضي الطرفين، فيما المسؤولون اللبنانيون يتلهون بسجالاتهم المحلية الضيقة مقارنة مع ما يجري من تحولات كبرى في المنطقة. أما “حزب الله” فيبقى الصامت الأكبر بانتظار هذه التحولات ووضوح المشهد في فيينا كي تصدر إيران أوامرها بتشكيل حكومة في لبنان، عل الأسبوع الطالع يحمل معه إنفراجات قد تفضي الى تشكيلة حكومية من جهة أو اعتذار رئيس المكلف سعد الحريري من جهة أخرى.