كتب طوني عيسى في”الجمهورية”: يرى المراقبون، أنّ واشنطن تعتمد سياسة العصا والجزرة مع إيران. ويعتقدون أنّ إيران ستعاني في المواجهة مع بايدن أكثر مما عانت مع ترامب. ولاحظوا أنّ علاقات واشنطن بحلفائها الإقليميين، ولا سيما منهم إسرائيل والمملكة العربية السعودية، قد تحسنّت في شكل ملموس في الأسابيع الأخيرة، وأنّ إدارة بايدن بدأت تتجاوب مع هواجس هذين الحليفين تجاه أنشطة إيران وأذرعتها، من شاطئ المتوسط حتى اليمن.
هل في هذا السياق يأتي رفع واشنطن منسوب الضغط حالياً ضدّ أركان السلطة في لبنان؟ وتالياً، التنسيقُ المستجدُّ والمكثّف بين الثلاثي واشنطن- باريس- الرياض، لإدارة الملف اللبناني، ومقاطعة التركيبة القائمة حالياً في السلطة، والتي تحظى بدعم إيران؟
المراقبون يعتقدون أنّ المنازلة الكبرى بدأت بين المعسكرين: إيران في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. وستكون ساحات الشرق الأوسط مفتوحة لها، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وسواها. وسيكون متاحاً لإسرائيل أن تدخل على خط النزاع حيث تشاء وتستطيع الاستثمار.
سيغرق المعسكران في تنازعٍ على النفوذ في «الهلال» الذي تريده إيران شيعياً أو فارسياً. ولبنان فيه هو الرأس. والواضح أنّ بايدن حسم أمره في لبنان: النفوذ فيه ليس لإيران!
وعلى الأرجح، سيكون السلاح الأقوى في هذه المواجهة هو المال والاقتصاد، أي إنّ الحرب ستكون باردة. ولكن، هل من ضمان بأنّها لن تصبح ساخنة في بعض فصولها؟
بايدن حسم أمره في لبنان: النفوذ فيه ليس لإيران!
