اكثر مَنْ يترقب عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته الى مصر هو الرئيس نبيه بري.الرجل ينتظر جواب الحريري ويأمل، بعد معطيات عدة، ان يتريث وان لا يعتذر عن عدم التشكيل، على اعتبار انه مهما كان الاخراج الذي سيتبع، الا ان هكذا خطوة ستشكل تقدما بالنقاط للرئيس عون على بري، ان لم يكن على الحريري.
لكن الحريري الذي اخذ قرارا حاسما بالاعتذار، قرر استشارة صديق، ولعل المصريين، نظرا لعلاقاتهم الجيدة مع كل من باريس وابو ظبي، خير من يُستشار في حالة الحريري. جس نبض يبعده عن الاحراج بزيارة الى الامارات في ظل التوتر بينها وبين السعودية.
تقول المصادر” ان مصر وحلفاءها الدوليين والاقليميين، لن ينصحوا الحريري بالبقاء في رئاسة الحكومة، خصوصا اذا اصر على انتظار الرضى السعودي، فالموضوع غير مطروح سعوديا وهذا ما سمعته السفيرتان الفرنسية والاميركية من الرياض، ولعل رسالة السفير السعودي من معراب خير دليل”.
سيعود الحريري الى لبنان ليلتقي بري ويبلغه جوابه، ومن المرجح ان يكون الاصرار على الاعتذار، مع ان البعض يقول انه سيتريث لايام او لاسابيع قبل الاقدام على هذه الخطوة، لكن في المحصلة فإن الحريري سيضع بري في اجواء ان مرحلة ما بعد الاعتذار بدأت.
على صعيد قصر بعبدا، فإن الرئيس عون سيكون على موعد مع زيارة حريرية يقدم فيها الرئيس المكلف تشكيلة حكومية غير منسقة مع عون ، اقله في ما يخص الوزيرين المسيحيين، الامر الذي سيدفع عون الى رفضها بشكل قاطع.
اذا، سيبدأ التحضير لمرحلة ما بعد الحريري، خصوصا ان هناك قرارا من الثنائي الشيعي بعدم الذهاب الى خيارات تصعيدية، وهذا ما لم يحسم التوافق عليه مع العهد، الذي سيسعى ربما الى تشكيل حكومة بشكل سريع، سواء حصل توافق مع الحريري على البديل ام لم يحصل.
الكرة الان عند الحريري، هل يسمي شخصية يدعمها؟ او يتوافق عليها مع الافرقاء لتمرير ما تبقى من اشهر قبل الانتخابات؟ اسئلة اساسية ستكون كفيلة برسم المشهد المقبل بعد عودة الحريري من جولته الخارجية التي قد تكون الاخيرة من موقعه كرئيس حكومة مكلف.
هل تكون جولة الحريري المصرية هي الاخيرة؟
