هل يرمي الحريري “كرة النار” و… يعتذر؟

14 يوليو 2021
هل يرمي الحريري “كرة النار” و… يعتذر؟

كتب وسام ابو حرفوش في” الرأي ” الكويتية: اذ كانت باريس أمس محور الحركة في بيروت عبر زيارتيْن متزامنتين لكل من مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون للشأن اللبناني باتريك دوريل ووزير التجارة فرانك ريستر، فإن العاصمة المصرية تخطف الأضواء اليوم مع المحطة البارزة للحريري فيها حيث سيستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقاءٍ جرى تقديمه ليومٍ إذ كان مفترضاً الخميس.

وفي حين سادتْ أجواء في بيروت بأن الحريري سيضع الرئيس المصري، الذي يدعم بقوةٍ تكليفه، في آخر تطورات الملف الحكومي وحيثيات خياره بالاعتذار، فإن إرجاء الرئيس المكلف (إلى بعد ظهر اليوم) الزيارة التي كان سيقوم بها لرئيس الجمهورية ميشال عون أمس لإيداعه تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين وبلا أي محاصصة سياسية تَرَكَ علامات استفهام حول هل أن الأمر جاء في سياق إبقاء «منْفذ» صغير لسماع أولاً ما حمله إليه دوريل عصراً (أمس) ثم ما سيقوله السيسي، وخصوصاً أن ثمة انطباعاً بأن الخارج الذي يستعجل إقامة ما يشبه «ممراً إنسانياً» للشعب اللبناني في ضوء انهيار القطاعات الحيوية تباعاً يخشى تشظيات اعتذار الحريري من دون وجود توافقاتٍ تسمح بامتصاص هذه «الصدمة» التي ستُحْدِث تردداتٍ على أكثر من صعيد مالي ونقدي وسياسي.
وإذ تعتبر أوساط سياسية أن واشنطن وباريس تحاولان عبر ديناميتهما المشتركة تشكيل رافعةٍ خارجية متعددة الطرف تكون بمثابة «السترة الواقية» للبنان وشعبه من «الطوفان» الآتي، فإنها ترى أن إجماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على وضع ‏إطار قانوني لفرض عقوبات قبل نهاية الشهر الجاري على شخصيات لبنانية متَّهَمة بعرقلة مسار تأليف الحكومة، ربما يكون أحد الاعتبارات التي تجعل الرئيس المكلف يرفض أن يذهب بجريرة المعطّلين أو أن يكون شاهد زور أو شريكاً في الانهيار الكبير الزاحف الذي لا يمكن وقفه إلا بحكومةٍ تُعْطي إشارة مزدوجة: إلى جدية في إطلاق الإصلاحات، ولو بالحد الأدنى بانتظار ما بعد الانتخابات النيابية (أيار 2022)، كما إلى استشعار مَخاطر التمادي باقتياد لبنان إلى خارج الحضن العربي وإلى فم صراعات المنطقة.