الأمور بلغت حالة الذوبان ولن نسكت

14 يوليو 2021
الأمور بلغت حالة الذوبان ولن نسكت

قال البطريرك الماروني بشارة الراعي في حديث الى” الجمهورية”: اليوم نحن أمام جمهورية تتنافر، جمهورية تموت، نحن أمام معمعة سياسية لا تعنيها إلّا مصالحها الخاصة ولا يعنيها أبداً ما وصل إليه شعبنا من ذلّ وجوع وتهجير. «بكركي هي هي»، هي صوت الكنيسة، هي من جهة تدين وتشجب، ومن جهة أخرى تشجّع، وتستمرّ في هذه المسيرة. وأهمية بكركي أو البطريركية هي أنها ليس لها حساب مع أحد وليس لها أن تؤدي حساباً لأحد، إلّا لربّها. ولذلك كلمتها حرة شجاعة لا تريد إلا خير لبنان وكل اللبنانيين بكل مقومات هذا الوطن وتعدداته.
 
اضاف: ان الأمور بلغت حالة الذوبان، حالة نزاع وموت وهذا أمر لا يمكن أن نسكت عليه. «الكنيسة»، وهنا أتكلّم باسم الكنيسة، لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الذلّ، والظلم والجوع وهدم كل مكتسبات الماضي. نحن اليوم نعيش مئويّة لبنان الكبير، ما نشهده أننا امام هَدم هذه المئة سنة التي جعلت من لبنان سويسرا الشرق. لذلك هذه هي رسالتنا، وقلت: نؤدّي حسابنا إلى ربنا.
وعن كيفية دعم روما طرح الحياد وهل اقتنعت به اجاب: طبعاً، وستدعمه بطريقتها الدبلوماسية. يكفي مراقبة خطاب قداسة البابا وخصوصاً خطابه الأخير، عندما نتحدث عن الحياد، فذلك يعني أنّ لبنان لا يدخل بأحلاف وحروب وصراعات، لكي ينصرف الى رسالته، رسالة مكان الحوار والتلاقي والانفتاح وأرض الاستقرار والمصالحات وهذا دور لبنان. ما يستدعي ان يكون لبنان سيّد نفسه، لديه جيشه وسيادته وقواه الداخلية، يفرض سيادته في الداخل لأنّ لدينا دويلات كثيرة وجمهوريات، ويستطيع احترام سيادة غيره ويستطيع أن يدافع عن نفسه بقواه الذاتية في وجه أي اعتداء آخر سواء من اسرائيل او من غيرها من البلدان. ويحمل القضايا العربية والمشتركة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. يوم كان لبنان بلداً حيادياً، كان مزدهراً ويعيش في بحبوحة، وعندما فقدنا الحياد بتنا نعيش في ذل وفقر وجوع.
من يقرر في الفاتيكان هو قداسة البابا، ولا أحد يمكنه ان يقرر إلّا هو. وفي الأمور السياسية لا أحد يمكنه التحدث او إبداء رأيه إلّا قداسته.
وعن المؤتمر الدولي اجاب: فكرة المؤتمر الدولي جاءت لاحقاً، عندما رأيتُ أن ليس هناك من حوار إطلاقاً بين المسؤولين، وخصوصاً بين فخامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، لأنهما لا يتقابلان، ما أدّى إلى خراب البلد. عندما كانت تحصل خلافات في البرلمان اللبناني والحكومات، في أعقاب اتفاق الطائف، كانوا يأجّلون النقاط الخلافية ما أدى الى انفجار البلد كلياً وليس هناك حوار او تفاهم. لذلك طرحت المؤتمر الدولي ليتمكّنوا من حل المشكل، فهذا الموضوع حيوي مثل موضوع الحياد.
كُثر حاولوا التهويل بعد طرحنا هذا، نحن قلنا انّ هناك مواضيع اساسية محددة، أولاً: قرارات مجلس الامن لم تطبّق، طبّقوها لأنها ترتبط بسيادة لبنان على كامل أراضيه، وترتبط بشأن الاسلحة المتفلّتة. ثانياً، النقاط الخلافية الناتجة عن عدم تطبيق اتفاق الطائف بكل نصوصه لا تسمّوها مَسّاً بالطائف لأنها استكمال لتطبيقه. ثالثاً، نطلب ان يصل هذا المؤتمر الى اعلان لبنان دولة حيادية تحترمها كل الدول وتحترم غيرها، فالبلد ينهار أمامنا ولا يمكن ان نقف مكتوفي الأيدي والأسرة الدولية لا يمكنها ان تبقى متفرّجة.