هل يبدّل الحريري رأيه في اللحظة الاخيرة؟

14 يوليو 2021
هل يبدّل الحريري رأيه في اللحظة الاخيرة؟

لم يعد هناك اي شك في ان الرئيس سعد الحريري يتجه للاعتذار خلال الساعات المقبلة، لكنه اراد القيام بجولة اخيرة على مصر التي دعمته خلال الاشهر الماضية لمعرفة ما اذا كانت الظروف تسمح له بالمزيد من المناورة.

في الاصل، لم يأت اعتذار الحريري من فراغ، او لانه لم يعد يأمل بتحقيق خرق في عملية التشكيل، بل لان الضغوط الفرنسية غير المباشرة عليه، وعدم ربط التسوية بإسمه، وهو ما كان بنداً اساسيا في حراك الفرنسي خلال المرحلة الماضية، جعله يفكر بالاعتذار.لو عاد الامر للحريري لكان ارجأ اعتذاره الى ايلول، اذ انه كلما اقترب وقت الاعتذار من وقت الانتخابات النيابية، كلما استفاد الحريري شعبيا وتمكن من استغلال الحدث شعبيا لشد عصب جمهوره.

يشعر الحريري بأنه بحاجة لغطاء سياسي اقليمي ودولي لكي يستعيد قدرته على المناورة الحكومية والسياسية في كباشه مع عهد عون، وقد تكون زيارته المصرية اليوم جس نبض اخير قبل الاعتذار، خصوصا ان الجانب المصري يتقاطع الى حد ما مع الموقفين الاماراتي والفرنسي.وبحسب المصادر فإن مصر والامارات تحديدا لا يزالان الى جانب الحريري، وبغض النظر عن الاسباب لكنهما يدعمانه بشكل كبير، غير انهما ،وفي عز العلاقة بين ابو ظبي والرياض فشلا في اقناع السعودية باعادة فتح خطوط تواصل سياسية معه، فكيف الحال اليوم والعلاقة السعودية- الاماراتية في قمة التوتر.وترى المصادر ان الحريري لن يجد في مصر ما يغير رأيه عن الاعتذار، بل ربما يجد العكس، اذ قد تشجعه القاهرة على الذهاب الى التحضير للانتخابات النيابية المقبلة والابتعاد عن الواجهة خلال هذه المرحلة الحساسة ، وهذا ما سيؤدي الى انفجار البلد وانهياره في وجه خصومه.وتلفت المصادر ان الامر الوحيد الذي قد يغير رأي الحريري هو موقف الرئيس نبيه بري، لاسباب سياسية وشخصية، لذلك فإن حصول لقاء في عين التينة قد يؤدي الى تبديل في الاولويات والى تمهل الحريري لبعض الوقت، اما اذا زار الاخير بعبدا من دون اي تواصل مع حليفه الشيعي، فنكون امام السيناريو المعروف:الاعتذار.