في ذكرى مرور 15 عاماً على عدوان تموز، استفز تسجيل الفيديو الذي نشره “الإعلام الحربي المركزي” التابع لـ”حزب الله” لمشاهد تعرض للمرة الأولى من عملية أسر الجندييْن الإسرائيلييْن في 12 تموز العام 2006 الإسرائيليين. وتحت عنوان “بعد 15 عاماً “حزب الله” ما زال يهدد إسرائيل”، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في افتتاحيتها، إنّ 164 إسرائيليا، بينهم 119 جندياً، قُتلوا خلال العدوان الذي دام 34 يوماً، محذرةً من سيناريو الحرب المقبلة بعدما أطلق “حزب الله” نحو 4 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل آنذاك.
وتقول الصحيفة إنّ “حزب الله” نشر تسجيل فيديو لـ”الحدث الذي أطلق شرارة الحرب”، في إشارة إلى عملية أسر الجندييْن إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف في خلة وردة. وتعتبر الصحيفة أنّ التسجيل يُعد بمثابة دليل جديد إلى أنّ قوة محاربة “ما زالت تواجه إسرائيل من الشمال، بمحاذاة الحدود اللبنانية”، في إشارة إلى “حزب الله”.
وتعلّق الصحيفة على المشاهد بالقول: “النفور الناجم عن مشاهدة لقطات المأساة القومية تُعرض مجدداً وتوقيت نشرها يمثلان تذكيراً مزعجاً بالخطر الذي ما زال يواجه إسرائيل من الشمال، وذلك بعد مرور 15 عاماً على النزاع المروع الذي ما زال يقسم الإسرائيليين لجهة ما تم تحقيقه وبأي ثمن”.
وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن القيادية السابقة في حزب “ميرتس” اليساري الإسرائيلي، زهافا جالون، قولها في مقالة نشرتها صحيفة “هآرتس” إنّ “حرب لبنان الثانية أصبحت رمزاً للحماقة وانعدام مسؤولية الحكومة والجيش اللذيْن جرّا الدولة إلى حرب عديمة الفائدة”.
وتزعم الصحيفة أنّ إسرائيل سددت ضربة قوية لـ”حزب الله”، مستدركةً: “لكن لا يعني ذلك أنّ “حزب الله” لم يعد يشكّل تهديداً مميتاً لإسرائيل”. وهنا، تتحدّث الصحيفة عن تعاظم قوة “حزب الله” الصاروخية، إذ تبيّن أنّ الحزب يعزز ترسانته منذ العام 2006 حيث يُقدّر أنّ ترسانته تضم مئات آلاف الصواريخ القصيرة المدى إلى جانب بضعة آلاف من الصواريخ القادرة على ضرب عمق إسرائيل. وعن سيناريو الحرب المقبلة، تقول الصحيفة “يُعتقد” أنّ “حزب الله” سيحاول إطلاق ما يتراوح بين 1500 و2000 صاروخ يومياً حتى انتهاء النزاع.
الصحيفة التي تنكر انتصار “حزب الله”، تعلق بالقول: “تم تحقيق بعض المكاسب الاستراتيجية ولا بدّ من موازنة المكاسب بالتضحيات”، مضيفةً: “إبقاء الحدود هادئة يمثّل إنجازاً لا ينبغي الاستهانة به”.
وعليه، تخلص الصحيفة بالقول إنّ “إسرائيل ستواصل الاستعداد لجولة النزاع المقبلة”.