الشارع يلتهب وارتفاع جنوني للدولار

15 يوليو 2021
الشارع يلتهب وارتفاع جنوني للدولار

لم تكن ردة فعل المواطنين من مختلف البلدات اللبنانية بسيطة بعد سماعهم الرئيس سعد الحريري وهو يعلن اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة من القصر الجمهوري، حيث سادت حال من التوتر والفوضى وعمد المتظاهرون إلى قطع الطرقات احتجاجا، تزامناً مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية ووصوله إلى رقم قياسي جديد إذ تخطى سعر الـ20 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد، في حين أقفلت المؤسسات التجارية أبوابهاً تحسبًا لارتفاع جديد لأسعار للسلع.

 
قطع طرقات
فبعد نحو 9 أشهر عن تكليف الحريري لتشكيل الحكومة خرج الأخير من عهد الرئيس ميشال عون معلنًا اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة من القصر الجمهوري، وإثر ذلك نزل المواطنون بكثافة إلى الشوارع وعمدوا إلى قطع الطرقات التي كان أبرزها:-مستديرة الكولا بالاتّجاهين-طريق السراي في صيدا-أوتوستراد البداوي بالاتجاهين في محلة الأكومي- كورنيش المزرعة بالاتجاهين- اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين-اوتستراد السيد هادي بالاطارات المشتعلة-اوتستراد المحمرة بالاتجاهين-طريق المطار-طريق عام تعلبايا بالاتجاهين-طريق المنية العبدة الدولية-طريق طلعة عرمون-اوتوستراد الاسد باتجاه بيروت-طريق قصقص بالاتجاهين-طريق الجية-مثلث الفاعور في البقاع الأوسط-المرج في البقاع الأوسط-الطريق الدولية عند دوار بلدة دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي بالإطارات والسيارات-أوتوستراد خلدة بالاتجاهين-طريق بعقلين بيت الدين-طريق الضنية طرابلس

-أول شارع الحمرا بمستوعبات النفايات
-الطريق الدولية البحرية في عكار وطريق حلبا الكويخات
-الطريق باتجاه الشويفات عند مفرق عرمون
 
اشتباكات مع الجيش
وشهد عدد من الشوارع فوضى كبيرة أبرزها في الطريق الجديدة، حيث سادت حال من التوتر بين المحتجين والجيش.
 
وحصلت اشتباكات من جهة الجامعة العربية المدينة الرياضية بين شبان وعدد من عناصر الجيش.وتحدثت المعلومات عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الجانبين.
 
ارتفاع جنوني للدولار
تزامنًا، وبعدما وصل سعر صرف الدولار في السوق الموازية قبل زيارة الرئيس سعد الحريري إلى بعبدا، لحدود الـ19200 ليرة، عاود الدولار ليرتفع بشكل جنوني بعد اعتذاره، إذ تراوح سعر صرف الدولار ما بين الـ19900 و20000 ليرة ما بين مبيع وشراء.
 
وبعد ساعة من الاعتذار، وصلت التسعيرة لغاية الـ21500.
 
المؤسسات التجارية تقفل أبوابها
وبعد الارتفاع الجنوني للدولار أقفت المؤسسات التجارية أبوابها تحسبًا لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
فقد عمد أصحاب مؤسسات ومحال تجارية في النبطية ومنطقتها إلى إقفال إبوابهم بعد ظهر اليوم، ليتسنى لهم رفع اسعار المواد الغذائية والتموينية لديهم بذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية.
ولوحظ أن إحدى السوبر ماركات في منطقة النبطية أقفلت أبوابها بالرغم من وجود مواطنين في داخلها، وعمد الموظفون فيها إلى التضييق على الزبائن لإجبارهم على الخروج بحجة الإقفال.كما أقفلت بعض محطات البنزين أبوابها والتي كانت فتحت صباحًا وشهدت ازدحامًا للمواطنين، ولم تكمل عملية البيع بحجة نفاذ الكمية لديهم. وفي بلدات قضاء مرجعيون، أقفلت معظم المحال التجارية والسوبرماركات أبوابها، وامتنع معظم التجار عن البيع خوفًا من عدم قدرتهم على تعويض السلع التى يتم بيعها. وتسود حالة من الجمود في الأسواق. وتبدو الطرقات شبه خالية من السيارات.
 
الحريري: “الله يعين البلد”
وكان الحريري التقى رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ظهر اليوم عون لقرابة النصف الساعة في القصر الجمهوري. وبعد مناقشة سريعة تبلغ الحريري من رئيس الجمهورية خلاصة مفادها “يبدو أننا لن نتفق”. وعلى الاثر خرج الحريري من الاجتماع وقدم اعتذاره عن عدم التشكيل.
 
وبعد اللقاء قال الحريري: “أجرينا مشاوراتنا بموضوع الحكومة وخلال الكلام كان هناك تعديلات طلبها الرئيس عون وأنا اعتبرتها جوهرية في التشكيلة، وتم النقاش حول تسمية الوزراء المسيحيين وموضوع الثقة، وواضح أن الموقف لم يتغير وواضح أننا لن نتفق مع الرئيس” وأضاف “سألت الرئيس عون اذا كان يحتاج الى مزيد من الوقت للبحث في التشكيلة لكنه أجاب انه يبدو اننا لن نتفق، لذا قدمت إعتذاري عن عدم تشكيل الحكومة “والله يعين البلد”.
 
القصر الجمهوري يرد: الحريري لم يكن مستعداً للبحث في أي تعديل
وبعد الاعتذار، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:”استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم دولة الرئيس المكلف سعد الحريري وبحث معه في تشكيل الحكومة الجديدة. وخلال اللقاء عرض الرئيس عون على الرئيس المكلف ملاحظاته على التشكيلة المقترحة طالباً البحث في إجراء بعض التعديلات للعودة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الفترة الماضية من خلال مسعى الرئيس نبيه بري. إلا أن الرئيس الحريري لم يكن مستعداً للبحث في أي تعديل من أي نوع كان، مقترحًا على الرئيس عون أن يأخذ يومًا إضافيًّا واحدًا للقبول بالتشكيلة المقترحة. وعليه سأله الرئيس عون ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلًا. وعند هذا الحد انتهى اللقاء وغادر الرئيس الحريري معلناً اعتذاره”.
 
تجدر الإشارة إلى أنه تم تكليف الحريري في 22 تشرين الاول 2020.