مؤتمر إعمار لبنان إشارة.. أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه

17 يوليو 2021
مؤتمر إعمار لبنان إشارة.. أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه

كتبت صحيفة “العرب” اعتبرت أوساط لبنانية متابعة أن قرار فرنسا استضافة مؤتمر دولي لإعمار لبنان بالتزامن مع اعتذار سعد الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة يحمل رسالة غضب واضحة من باريس على الطبقة السياسية بسبب انقضاء تسعة أشهر من المماطلات المتبادلة دون التوصل إلى نتيجة في وقت يعيش فيه لبنان وضعا صعبا اقتصاديا واجتماعيا وصحيا.

وأضافت الأوساط اللبنانية أن الرسالة الفرنسية ليست عامة، وهي موجهة بالأساس إلى السياسيين المباشرين لملف تشكيل الحكومة، الأول رئيس الحكومة المكلف الذي دعمته باريس وراهنت عليه، وأضاع على مبادرتها لحل الأزمة تسعة أشهر كاملة من أجل نتيجة كان يمكن التوصل إليها من الشهر الأول.أما الثاني فرئيس الجمهورية ميشال عون الذي اكتفى بلعب دور المعرقل أمام تحركات الحريري ومبادرة نبيه بري رئيس مجلس النواب، ولم يكن له من هدف سوى الاحتفاظ بالتوازنات الحالية الخادمة لحليفه حزب الله ولصهره زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل.ويرى متابعون للشأن اللبناني أن فرنسا تخلت عن المجاملة وباتت توجه رسائل واضحة للمسؤولين اللبنانيين، وتلوّح في وجوههم بالعقوبات، والجديد أنها ستعقد مؤتمرا دوليا لمساعدة اللبنانيين ولن تقبل أن تذهب أموال المانحين إلى أيدي هؤلاء السياسيين الذي تثار حول أغلبهم شبهات فساد، كما أنهم يعيقون التحقيقات المحلية والدولية التي تسعى لمعرفة حقيقة ما يجري سواء ما تعلق بالاغتيالات أو الفساد.

ويشير هؤلاء إلى أن موقف فرنسا يعبّر عن موقف جماعي للدول المعنية بإخراج لبنان من أزمته، بدءا من الاتحاد الأوروبي ومرورا بالولايات المتحدة. ويشترك الجميع في مساعدة لبنان دون إغفال العقوبات على المعرقلين.ويبدو أن المجتمع الدولي أخذ قرارا بإنقاذ لبنان ومنع انهيار اقتصاده ومساعدة سكانه الذين باتوا يعيشون أوضاعا صعبة، لكن هذا المسار سيتم بمعزل عن السياسيين المتهمين بالعرقلة والذين سيكونون أمام حل واحد هو الكف عن التعطيل والمسارعة إلى تشكيل الحكومة لتجنب الغضب الدولي.