معركة انتخابية طاحنة في نقابة المهندسين… الأحزاب تدعم من تحت الطاولة والعين على نتائج المستقلين

17 يوليو 2021
معركة انتخابية طاحنة في نقابة المهندسين… الأحزاب تدعم من تحت الطاولة والعين على نتائج المستقلين

بعد النتائج المدوية التي حققتها “النقابة تنتفض” في خلال انتخابات المندوبين والفروع في نقابة المهندسين، اتجهت العين الى انتخابات النقيب التي من المقرر أن تجري غداً الأحد،حيث تتنافس 3 لوائح للفوز بمركز النقيب وأعضاء النقابة.

ثلاثة مرشحين يتنافسون على مركز نقيب، هم عبدو سكرية من “النقابة بيتنا”، عارف ياسين عن “النقابة تنتفض”، وباسم العويني المدعوم من تيار المستقبل. الأسماء الثلاثة من أصحاب الكفاءات العالية ما يرفع منسوب المنافسة والمعركة الطاحنة التي يواصل كل طرف حشد ما أمكن من أصوات لتصبّ لصالحه يوم الأحد.
واللافت في هذه الانتخابات انكفاء الاحزاب جانباً عن المعركة وان بشكل غير مباشر، حيث لم يظهر الاّ تيار المستقبل داعماً لباسم العويني، فيما المرشح عارف ياسين مدعوم من أحزاب الشيوعي والتنظيم الناصري والكتائب، من تحت الطاولة نظراً لكونهم كانوا داعمين للائحة” النقابة تنتفض” في الانتخابات السابقة، فيما لم يعلن اي اسم حتى الساعة دعمه للمرشح عبدو سكرية. الاّ ان هذا الأمر لم يمنع المرشحين من طرح عناوين سياسية ضمن برامجهم انسجاماً مع القناعات التي يؤمنون بها.

نقابة المهندسين يجب تحييدها عن الصراع الحزبي والخلافات السياسية، هذا ما أكده المرشح المهني المستقل لمركز نقيب المهندسين في بيروت عبدو سكرية، الذي شددّ في حديث ل”لبنان 24 “على ضرورة إيلاء اهتمام كبير بالمهندس وهمومه ومشاكله، وبخاصة في ظل الظروف القاسية التي يمر بها الوطن وتفاقم البطالة واقفال المؤسسات، مشيراً الى ان برنامجه الانتخابي يقدم على حلول آنية سريعة ومتوسطة واستراتيجية لمنع النقابة من الانهيار واستعادة دورها المهني والنقابي والوطني وتحديثها بما يتلاءم مع متطلبات العصر.
في المقابل، وعلى الرغم من انه مدعوم من تيار المستقبل وجمعية خريجي جامعة بيروت العربية واتحاد جمعيات العائلات البيروتية، الا ان المرشح باسم العويني يؤكد أن برنامجه الانتخابي بعيد من السياسة وهو يحاكي المهندسين أولاً، خصوصاً وانه تم وضعه قبل أكثر من ثلاثة أشهر ، وان ترشيحه لهذا المنصب، يأتي من خبرته الكبيرة في مجال الهندسة، والذي يفوق الـ12 عاماً كاستاذ محاضر في جامعة الدول العربية.
وبحسب المعلومات فان النسبة الأكبر من المقترعين غداً هم من الفئة الشبابية، وبالتالي فان المرشحين ركزوا في برامجهم الانتخابية على أهمية مراعاة الشباب خصوصاً في ظل الأزمات الكبيرة التي يعاني منها الشباب في سوق العمل، ومن هنا شدد سكرية على أهمية ايلاء هذا الموضوع الاهتمام الكبير، ان من حيث عملية التوجيه للطلاب في الجامعات، وتوجيه لناحية الاختصاصات، هذا إضافة الى العمل على مواكبة العصر والتطور التكنولوجي لتسهيل المعاملات. وفي هذا الاطار، لفت سكرية الى انه سيسعى الى انشاء نظام تدريجي وتأهيلي يساعد الشباب والشركات على اكتشاف الكفاءات والاستفادة منها، اضافة الى مركز تدريبي موجود في كل المحافظات يسمح للمتخرجين بايجاد فرص العمل، وتطوير مهاراتهم واكتساب الخبرات التي يريدونها قبيل التوجه الى الانخراط في سوق العمل. وشدد سكرية على ضرورة اشراك الجيل الجديد في بناء مستقبل المهنة والأخذ بعين الاعتبار لنظرتهم حول ماذا يريدون من النقابة.
هذا الشق لم يغب عن البرنامج الانتخابي لعويني الذي اعتبر ان دور النقابة يقوم على تطوير الخبرات لدى المهندسين الشباب ومساعدتهم على الدخول الى ميدان العمل، وتعديل القوانين الضرورية، “خصوصاً وان برنامجي الانتخابي يحاكي الواقع الحالي”، مشيراً الى انه تم الاستعانة بالوزير السابقة زياد بارود، نظراً لخبرته الكبير في مواضيع القانونية، إضافة الى اجراء دراسة حول كيفية حماية الصناديق مع الوزير دميانوس قطار الذي قدّم الكثير من الافادة عبر تخفيف النسبة الموجودة في المصارف من 16 الى 12 بالمئة، إضافة الى تقديم نصائح للمحفظة المالية.
وشدد العويني على ضرورة ان يعمل النقيب، سوى اكان هو من وصل الى سدة المسؤولية أو اي شخص آخر، لتحسين النقابة بعيداً عن السياسية، لأن النقابة هي ليست سلطة بل نقابة علمية مهنية اكاديمية، مشدداً على ضرورة السعي الى المحافظة على المهندسين والتعاون مع مجلس النواب للعمل على تعديل القوانين التي تتلاءم مع متطلبات المهنة.
في الموازاة، لم تغب الروح الرياضية والمهنية عن كلام سكرية، الذي أكد انه مهما كان من سيصل الى مركز النقيب، يجب ان تبقى المهنة هي الاساس بعيداً عن السياسة والنكايات المحاصصات، لأنه متى دخلت السياسة الى اي عمل نقابي أفسدته، متمنياً النجاح للجميع لما فيه خدمة المهنة.