فجأة هدأت جبهة المواقف السياسية و”انقطع حس الجميع” وكأن المعنيين بتشكيل الحكومة اخذوا قسطا من الراحة من عناء الجولة الاقوى من “موقعة بعبدا” التي اطاحت بتكليف الرئيس سعد الحريري وانتهت باعتذاره رغم” كل التضحيات التي قدمها” كما قال في حديثه التلفزيوني.
وفيما تشير المعطيات الى ان المشاورات السياسية لاختيار الشخصية السياسية التي ستتولى رئاسة الحكومة قد بدأت بعيدا من الاضواء، كان لافتا ان”جهة ما” تقوم بحفلة تسالي او جس نبض بالمرشحين المفترضين او الطامحين للترشح، من خلال “صفحات تنتحل اسماءهم” على مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر اخبارا عن تواصل جرى معهم من قبل فريق العهد او سيد العهد نفسه لتولي المسؤولية.
وتفيد المعلومات المتوافرة ل”لبنان ٢٤” ان تحديد رئيس الجمهورية ميشال عون موعدا للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد، يخضع لاتصالات ومشاورات يجريها الرئيس عون مع المعنيين ، ولذلك يبدو ان الموعد سوف يتأخر الى نهاية الشهر طالما ان التفاهمات حتى الساعة غير متوافرة وان اي اتصال لم يحصل بين بعبدا وعين التينة، عطفا عن ان هناك اسماء طرحها الرئيس عون في السابق ولم تلق قبولا او تاييدا عند حزب الله وبالتالي فان إعادة طرحها من جديد ستكون غير موفقة.
وتقول اوساط سياسية بارزة “ان الرئيس عون لا يملك والقوى الأساسية ترف الوقت، فالمجتمع الدولي بالمرصاد خاصة وان المواقف الأميركية والفرنسية والاوروبية والعربية كانت واضحة لجهة تشديدها على الإسراع في إجراء الاستشارات الملزمة في أسرع وقت”، ومع ذلك تقول المصادر “ان لا اسماء مطروحة من قبل الرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين حتى الساعة بانتظار ما قد يطرأ في الايام المقبلة حيال هذا الامر”.
وفيما يمضي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عطلة نهاية الاسبوع في دارته في اللقلوق ، اصدرت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر بيانا “اسف لان يكون الرئيس المكلف قد اختار الاعتذار بعد تسعة اشهر من تكليفه بدل الاقدام على تشكيل حكومة تواجه التحديات الضاغطة اقتصادياً ومالياً على اللبنانيين».
وقالت الهيئة انه «بانتظار الحكومة الجديدة التي نأمل ان تشكل سريعاً جداً، تقع على حكومة تصريف الاعمال مسؤولية اتخاذ كل الاجراءات المطلوبة لضبط الامن والحدود لمنع التهريب ومعالجة كل الملفات المعيشية، حيث من واجبها ان تخرج من حال شبه الاستنكاف ومعالجة مشاكل الناس».
مراقب شبّه موقف باسيل” المتأسف” والمتنصّل من مسؤوليته حيال ما آلت اليه الامور، والمعبّر عنه ببيان التيار الوطني الحر، بشخصية” زيّون” (فيروز) في مسرحية “ميس الريم” للاخوين رحباني. فبعدما خربت “زيّون” اهل “ميس الريم” واوقعت الخلافات بينهم، لمجرد ان سيارتها قد تعطلت، وقفت تقول “إذا هني متفقين بتكونو انتو غلطانين، وإذا إنتو مش غلطانين بيكونو هني مش متفقين، وإذا هني مش متفقين بكون انا مش سبب المشكل”.إنه جبران…