كتبت” نداء الوطن”: العلاقة بين الحريري وجنبلاط ليست في أحسن أحوالها بل إنها تميل نحو الأسوأ، فجنبلاط يُحمّل الحريري جزءاً كبيراً من المسؤولية مثله مثل عون والعهد، ويُعيب عليه عدم رؤيته الواضحة لعوامل الداخل المرتبطة بتأليف الحكومة، وعوامل الخارج المتعلّقة بإقفال باب المملكة العربية السعودية في وجهه.
وعلى رغم الجفاء في العلاقة الجنبلاطية – الحريرية والتباعد الحاصل وغير المخفي، إلاّ أن جنبلاط يعتبر أن إقدام “حزب الله” و”التيار الوطني الحرّ” والفريق الحاكم على تسمية رئيس حكومة بلا غطاء حريريّ وسنّي، يعني أن البلاد دخلت في مرحلة مواجهة محتّمة لا يستطيع أي فريق تحمّل تبعاتها.وأمام كل هذه الوقائع فإن موقف جنبلاط البعيد عن الحريري واضح في هذا السياق، ويدعو الحريري إلى تزكية رئيس حكومة جديد من أجل عدم الدخول في مشكل طائفي، ويدعمه في هذا الحقّ. وليس لجنبلاط أي مشكلة في أي تسمية تخرج عن الحريري، إذ إن الزعيم الدرزي يقبل بمن يزكّيه “بيت الوسط”.
إذاً، حسم جنبلاط موقفه في الإتكال على تسمية الحريري، في حين أنه ما زال عند موقفه الداعي إلى إبرام تسوية داخلية، مع علمه أن هذه التسوية بين القوى الكبرى قد تأتي على حسابه، وعلى رغم ذلك ما زال ينادي بهذا المنطق.