ربما هي من المرات القليلة التي تتلازم فيها الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، مع تسريب “معلومات رسمية” عن تأجيلها، وكأن المقصود فقط بالدعوة اظهار العهد بمظهر الحريص على انتظام عمل المؤسسات و”حشر الجميع” بمهلة محددة، مع علم الجميع بأن تجربة الرئيس سعد الحريري على مدى تسعة اشهر من التكليف تجعل “اي طامح” للمنصب يتهيّب “المحرقة السياسية” التي تنتظره بسبب السعي الى فرض شروط واعراف تخالف بمجملها روحية الدستور ونصوصه.
وبدا واضحا من حصيلة المواقف والاجواء التي برزت خلال الساعات التي تلت الدعوة الى الاستشارات ان عجلة الاتصالات بين العهد وحلفائه لا تزال في حدها الادنى، في انتظار بلورتها نهائيا قبل الاثنين لاختيار “رئيس الحكومة المكلف الجديد”، او يصار الى تأجيل الاستشارات وفق سيناريو يستعيد تجرية “التأجيل بطلب من حزب الطاشناق” بصيغة مماثلة او مطوَّرة.
وكان لافتا اليوم ما حرصت اوساط مطلعة على موقف حزب الله على تعميمه ومفاده “ان الحزب لا يملك قوة فرض مرشح على الآخرين، بل اختيار مرشح تأتي حصيلة مشاورات مختلف الكتل والقيادات وتتوّج بالتكليف رسمياً في استشارات بعبدا”.ورجّحت الأوساط عدم التوافق على اسم معين لتكليف تأليف الحكومة، وبالتالي استمرار الفراغ في رئاسة الحكومة الى أمد طويل”.
مصدر متابع شبّه “البحث الرئاسي عن شخصية حكومية تلائم تطلعات العهد وفريقه “بقصة مسرحية هالة والملك” الرحبانية، التي يقنع فيها المستشارون والحاشية الملك بنبوأة تقول بأن أميرة ترتدي قناعاً سوف تحضر إلى العيد وستكون عروسه، ليتبين ان “الاميرة القادمة” هي بائعة اقنعة بسيطة اسمها هالة، ومع ذلك يجهد المستشارون لاقناعها بالزواج من الملك لأجل منفعتهم جميعاً…
وعندما يكتشف الملك الخدعة وتخبره هالة عن بطانته التي تكذب عليه في كل الأمور، يسألها عما يجب أن يفعل بهم، تجيبه ألا يحاسبهم أو يسجنهم: “الملك إذا حاكَمُن.. إذا حبَسُن بيخلصو.. وساعتها على مين بدو يعمل ملك؟”.
وهكذا تنتهي الرواية بخلاصة مدويّة “الملك ما الو مستقبل، واقف ع الباب الاخير، ع الباب المسكّر، ما عاد يطلع، ما عاد قادر يتحرك. اذا تحرّك بينزل”.