نريد حكومة قرار سياسي مفصلي لا انتخابات أو تسويات

21 يوليو 2021
نريد حكومة قرار سياسي مفصلي لا انتخابات أو تسويات

ألقى الفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة عيد الأضحى من على منبر مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة بعد تأدية صلاة العيد، وقال: “لا يمكننا في يوم الله العظيم إلا التنديد بالفساد الكارثي الذي جعل البلد جمهورية موت، وفقر، وقتل مجنون، فيما يلفتنا العلاقة الوطيدة بين الدولار والنادي السياسي، والذي تحول إلى كابوس تجويع، وإبادة جماعية، وكارثة معيشية لا سابق لها في تاريخ لبنان”.

وتوجّه للسياسيين بالقول: “لا شك أن أزمة لبنان قديمة جدا، وهي مرتبطة بالسياسات المختلفة المتعاقبة، ومنها السياسات النقدية المالية والقرار السياسي، وعقلية هذا لي وهذا لك، وقبل هذا وذاك، هي مرتبطة بالنظام السياسي الفاسد وبخاصة النظام الطائفي الذي صير البلد مزرعة، والدولة رشوة، والتلزيمات تنفيعة، وكشف الإدارات والمؤسسات العامة عن هدر وفساد ومغارة لا آخر لها. ولأن الوقت الآن هو لإطفاء النار، وفرملة السقوط، أقول: البلد للجميع، وليس لأحد حق حصري، أو صك امتياز. وما نعانيه اليوم هو بسبب متصرفية الطوائف، وعقلية أنا أو لا أحد، التي جعلت البلد طاحونة صفقات. فالمركب يغرق، والنار تلتهم الجميع، والكارثة طاولت كل لبنان، والناس تعيش طوابير الذل وجنائز الموت والبؤس، وفيما الجوع طرق كل باب، بدت جمهورية التجار مجرد ناد للعملة الصعبة، ناد مهووس بغريزة الذئاب، بعيدا عن شعب تنهشه نار الدولار والأسعار والاحتكار”.

أضاف قبلان: “المطلوب من القوى السياسية التفكير سريعا بوطن على وشك الاندثار، بدلا من التفكير بالانتخابات وخرائط الربح والخسارة، لأن الضرورة الأهم اليوم لبقاء البلد، وليس لبازار الكتل التصويتية. وإذا كانت القوى السياسية فعلا تريد حماية هذا البلد، فالمطلوب منها الاتفاق على حكومة قرار سياسي، وليس على أي شيء آخر، لأن البلد الآن، وقبل الانتخابات، بحاجة ماسة إلى حكومة قرار سياسي، قرار تاريخي ومفصلي وكبير بعروض صينية وروسية موجودة على الطاولة لأخذ قرارات كبيرة من شأنها إنقاذ البلد ومنع سقوطه. نعم، نريد حكومة قرار سياسي، تحدد لبنان أين، وضمن أي خيار كبير، وكفانا هروبا من الواقع، لأن البلد يهوي للجحيم، ونحتاج إلى قرار سياسي كبير يمنع هذا السقوط، والموجود على الطاولة فقط يحتاج إلى رئيس حكومة شجاع، وقوى وطنية شجاعة تسانده، وهذا يتوقف على حكومة قرار سياسي، لا حكومة انتخابات، أو حكومة تسويات بلا لون أو رائحة”.وتابع: “البلد مهدد، وتنهال عليه الخناجر والسكاكين من كل جهة، وإذا طار البلد فأي بكاء على الانتخابات ينفع؟ التسول من البنك الدولي وصندوق النقد يمر حتما بواشنطن، التي تصر على استسلام لبنان أو الغرق، ونحن لن نستسلم ولن نغرق، والتحييد استسلام، وعدم أخذ قرار سياسي كبير بتحديد وجهة لبنان أيضا استسلام، وطمر الرأس برمل حكومة تكنوقراط أيضا استسلام، والحصار حرب، والدولار حرب، واحتكار الأسواق حرب، ومنع الدول القريبة والبعيدة عن إغاثة لبنان حرب، والأوامر الأميركية صريحة بذلك. لذلك نحن نريد قرارا سياسيا، مرجعيته حكومة بيروت، وليس عوكر ولا غيرها، والذي يريد إنقاذ بلده يبدأ من بيروت وليس من أي مكان آخر، ولا ينتظر أحدا، والتعويل على إغاثة أمريكية أو أوروبية أو عربية خلافا للارادة الأمريكية هو وهم، ولذلك الحل بحكومة قرار سياسي، حكومة خيار وقرار”.