الملف الحكومي لم يغادر الكواليس، وما زال يتحرّك في مساحة المشاورات المستبقة للاستشارات، وهذا ما يفسّر غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن المشهد، وبمعزل عن التزام بري حيال الرئيس المكلف المعتذر سعد الحريري، فإن رئيس المجلس يرفض الدخول في مشاورات رئاسية غير ملزمة، تستبق الاستشارات النيابية الملزمة، فتسمية رئيس الحكومة المكلف شأن النواب، وليس خيار اي جهة دستورية أخرى.
أما على صعيد المشاورات الجارية في بعبدا، فلايزال المشهد غامضا، وغربال الرئاسة لم يتوقف عن الهز، فالأسماء الملائمة من وجهة نظر رئيس الجمهورية ميشال عون ومعاونه الرئاسي جبران باسيل، لا تحظى بالقبول لدى معظم الآخرين، والأسماء المقبولة من الآخرين، لا تصمد في غربال القصر، الباحث عن رئيس حكومة، وحكومة يحسنان وفادة العهد في سنته الدستورية الأخيرة.
وما يساعد في ضياع الوقت كما يقول المثل: “الطبل في مكان والطبال في مكان آخر والإيقاع المرغوب، لا بأس به من اي وزن، عدا وزن الحريرية المشطوب من نوته القصر الرئاسي في بعبدا”.