كيف يهدّد سلاح “حزب الله” الأمن القومي الأميركي؟

22 يوليو 2021
كيف يهدّد سلاح “حزب الله” الأمن القومي الأميركي؟

لم يمرّ التوجيه الذي أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الكونغرس الاميركي القاضي باستمرار وضع لبنان ضمن حالة الطوارئ الوطنية بالنسبة إلى الولايات المتحدة حتى آب 2021، مرور الكرام لا على المستوى الرسمي ولا على مستوى مركزية القرار في “حزب الله”، الذي سبق لأمينه العام السيد حسن نصرالله أن حذّر من خطورة المرحلة، وما يمكن أن تقوم به إسرائيل من إعتداءات غادرة ضد لبنان بغطاء من الولايات المتحدة الأميركية.
وتوقفت بعض الأوساط التي تُعتبر خبيرة في الشؤون الإستراتيجية عند التبرير الذي أورده الرئيس الأميركي في حيثية توجيهاته إلى الكونغرس فأعتبر أنها جاءت بسبب استمرار الأنشطة المهددة للأمن القومي.
وما لم يقله بايدن في توجيهاته قاله البيت الأبيض في بيان رسمي له، فأشار إلى 
أنّ “أنشطة نقل الأسلحة بين إيران و”حزب الله” تتم بشكل متزايد، وهي تهدد الأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، كما أنها تساهم في زعزعة سيادة واقتصاد لبنان”.
ولاحظ المراقبون أن واشنطن لم يسبق لها ولا مرّة أن قاربت موضوع السلاح الذي يتلقاه “حزب الله” من إيران “في شكل متزايد” من هذه الزاوية، إذ إعتبرت أن هذا الأمر “يهدّد الأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”. 
فماذا يعني هذا الربط بين سلاح الحزب وبين الأمن القومي الأميركي من الناحية الإستراتيجية؟
القراءة المفترضة لـ”حزب الله” لهذا الكلام الجديد من نوعه أن واشنطن في صدد التحضير لعمل ما ضد الحزب، وهو يترافق مع تصعيد في لهجة التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة لجنوب لبنان، والتطابق الواضح بين نظرتي كل من واشنطن وتل ابيب حول تحميل مسؤولية انهيار لبنان إقتصاديًا لـ”حزب الله”، عندما قالت الأولى إن “سلاح الحزب يساهم في زعزعة سيادة واقتصاد لبنان”، وحين إعتبر رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي “أنّ لبنان دولة في مرحلة انهيار”، مدعياً أن لـ”حزب الله دوراً هاماً في هذا الانهيار”.
واللافت في الأمر أن أغلب التحليلات في المجلات الأجنبية تتناول في هذه الفترة بالذات خطورة ما يجري في لبنان، وتأثير ذلك على الأمن في المنطقة، وتحذيرها من أن الوضع في المنطقة على صفيح ساخن بسبب ما تعتبره تعنتًا من قبل إيران.
وتناولت هذه التحليلات، ومن بينها تحليل مجلة “فورين بوليسي” ما تسببت به  التغريدتان الإيرانية والإسرائيلية لجهة حدوث عاصفة في مياه البحر الأبيض المتوسط المضطربة أصلاً.
التغريدة الإيرانية كانت غامضة  مع صورة لسفينة إيرانية وقالت إن طهران “لا تحتاج إلى موافقة الولايات المتحدة لإرسال الوقود إلى لبنان”.
وجاء في التغريدة الإسرائيلية: “حزب الله” يقوم بعملية لوجستية لتهريب الوقود الإيراني إلى لبنان”. 
ومعروف أن  طهران تستخدم ناقلاتها في ابتزاز الدول الغربية في أكثر من مناسبة، إذ وصلت في العام الماضي ناقلات إيرانية محملة بالنفط إلى فنزويلا.
وهددت إيران أكثر من مرة بقطع الوصول إلى مضيق هرمز، الذي تستخدمه خصوصا المملكة العربية السعودية، وذلك في حال قامت الولايات المتحدة بأي خطوة عسكرية تجاهها. 
ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة ستؤول عاجلًا أم آجلًا إمًا إلى إنفراج وإمّا إلى إنفجار، على رغم إعتبار البعض أن موقف إدارة بايدن يدخل في “بازار”  المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وهو نوع من الضغط التي تمارسها واشنطن على طهران، مع العلم أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وعلى رغم تشدّده ضد إيران، لم يتخذ موقفًا متصلبًا كالموقف الذي إتخذه بايدن.