من قصر بعبدا، رمى فريق الرئيس عون أوراقه في وجه الحليف قيل الخصم وحدد موعد الاستشارات النيابية نهار الاثنين المقبل لكن العبرة ليست بالمواعيد، بل بالقدرة على اجراء الاستشارات الملزمة والخروج بالتكليف ثم التأليف دون مطبات وعوائق.
في هذا الصدد، برز موقف متقدم من طرف”الثنائي الشيعي” حيال عدم تكرار غلطة حسان دياب، بل السعي إلى ارساء تفاهمات مع الأطراف المعنية وتحديدا دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين، ولم يعد خافيا دور رئيس مجلس النواب بري في عملية ضبط الايقاع السياسي وانتهاز فرصة حاجة رئيس الجمهورية وفريقه إلى تشكيل حكومة عهده الأخيرة.
هذه المحاولات تحتاج الى بلورة رؤية سياسية متكاملة، تتقاطع بين مخاطر الانفجار الاجتماعي الشامل ومخاوف الخارج من انفلات الوضع في لبنان ما يهدد أمن الجوار القريب والبعيد، من هنا التشديد على وجوب تبريد الرؤوس الحامية وتشكيل حكومة إنقاذية وهي مهمة اشبه بالانتحارية أمام مطلق شخصية مرشحة، بغض النظر عن التسمية.
ومن خارج السياق عمد باسيل بطريقة غير مباشرة إلى رمي سلسلة إسماء في طليعتها نواف سلام وترافق ذلك مع تسريبات من ” ميرنا الشالوحي” تحاول الأيحاء بأن الهدف الأساسي كان التخلص من الحريري وليس السطو السياسي على مقام رئاسة الحكومة ومحاولة خلق استفزاز طائفي و مذهبي.
شددت أوساط مراقبة في هذا المجال ، بأن مناورة باسيل لم يكتب لها النجاح طالما ان نجاح نطلق حكومة يتطلب رافعة خارجية عبر تأمين الدعم الدولي ، فبالتالي ينبغي الإقلاع عن النهج السابق و الرضوخ للقواعد جديدة خارج منطق الانانيات والحسابات الفئوية.
من هنا تجد الاوساط المعنية بأن تشكيل حكومة جبر خواطر سياسية والبحث عن جوائز ترضية بمثابة اللعب بالنار، و هذا الوزير فرنجية إلى إعلان موقف على درج شديد الوضوح ليس في تسمية ميقاتي او كرامي فحسب بل لناحية رفض المشاركة في حال حصول فريق سياسي على الثلث المعطل، هنا بيت القصيد حيث من المرجح ان تخاض معارك و حروب بتسميات مختلفة.